[1] أي الفقراء و الحاصل أن البدن كما يتقوى
بالرزق الجسماني و تبقى حياته به فكذلك الروح يتقوى و تحيى بالاغذية الروحانية من
العلم و الايمان و الهداية و الحكمة و بدونها ميت في لباس الاحياء فمراده عليه السلام
أن الآية كما تدلّ على أن التقوى سبب لتيسّر الرزق الجسماني و حصوله من غير احتساب
فكذلك تدلّ على انها تصير سببا لتيسّر الرزق الروحانى الذي هو العلم و الحكمة من
غير احتساب و هي تشتملهما معا.( آت)
[2] الغاشية: 2. و قال البيضاوى: الداهية التي
تغشى الناس بشدائدها يعنى يوم القيامة أو النار من قوله:« وَ تَغْشى وُجُوهَهُمُ
النَّارُ» انتهى و قوله:« الذين يغشون الامام» فسّرها عليه السلام بالجماعة
فالمراد على هذا البطن الطعام الروحانى أي ليس غذاؤهم الروحانى الا الشكوك و
الشبهات و الآراء الفاسدة التي هي كالضريع في عدم النفع و الإضرار بالروح.( آت)
[3] من نجوى ثلاثة قال البيضاوى: ما يقع من تناجى
ثلاثة و يجوز أن يقدر مضاف أو يؤول نجوى بمتناجين و يجعل ثلاثة صفة لها و اشتقاقها
من النجوة و هي ما ارتفع من الأرض فان السر أمر مرفوع إلى الذهن لا يتيسر لكل أحد
أن يطلع عليه؛« إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ» إلا اللّه يجعلهم أربعة من
حيث أنّه يشاركهم في الاطلاع عليها و الاستثناء من أعمّ الأحوال؛« وَ لا
خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ» و تخصيص العددين اما لخصوص الواقعة فان الآية نزلت
في تناجى المنافقين أو لأن اللّه وتر يحب الوتر و الثلاثة أول الاوتار أو لأن
التشاور لا بد له من اثنين يكونان كالمتنازعين و ثالث يتوسط بينهما؛« وَ لا
أَدْنى مِنْ ذلِكَ» و لا أقل ممّا ذكر كالواحد و الاثنين؛« وَ لا
أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ» يعلم ما يجرى بينهم« أَيْنَ ما كانُوا» فان
علمه بالاشياء ليس لقرب مكانى حتّى يتفاوت باختلاف الامكنة« ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما
عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ» تفضيحا لهم و تقريرا لما يستحقونه من الجزاء؛« إِنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» لان نسبة ذاته المقتضية للعلم الى الكل سواء. انتهى.
و الآية في سورة المجادلة آية 7.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 179