responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح المنهاج / الصوم نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 452

وتجب مقارنتها لأوله{1}، بمعنى وجوب إيقاعه من أوله إلى آخره عن النية

العبادات المعتبر فيها ذلك، والظاهر عدم الخلاف فيه، بل الإجماع عليه.
هذا وقد استدل عليه بعض مشايخنا? ـ مضافاً إلى ذلك ـ بقوله تعالى: ?وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل إن طهراً بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود?[1]، بدعوى: أن أمره تعالى بتطهير البيت لا يكون إلا لأن يتعبد فيه بطواف أو اعتكاف أو ركوع أو سجود، لا لمجرد اللبث والمكث ولو لغير العبادة ـ من سكنى أو بيتوتة أو بيع ونحو ذلك ـ كما هو مقتضى مناسبة الحكم والموضوع.
وفيه: أن الاهتمام بتطهير البيت لكل من يرد عليه ويكون فيه وإن لم يكن متعبداً غير عزيز. وحمل الآية الشريفة عليه غير بعيد، لمناسبته لعظمة البيت الشريف ورفعة شأنه.
على أنه تقدم عند الكلام في تحديد مفهوم الاعتكاف أن حمل المعكوف في الآية الشريفة على الاعتكاف الشرعي دون المعنى اللغوي يحتاج إلى قرينة، وبدونها فهو ظاهر في المعنى اللغوي، الذي لا يبعد كون أصله اللزوم للشيء، وهو المناسب لما اختاره في مجمع البيان ـ ونسبه لأكثر المفسرين ـ من أن المراد بالعاكفين المجاورين للبيت الشريف. وإليه يرجع ما عن ابن جبير من أنهم المقيمون في مكة المعظمة.
بل حيث كان المراد بالبيت هو الكعبة الشريفة لا المسجد الحرام فلابد من حمل العاكفين فيه على المجاورين، دون اللابثين، لوضوح عدم لبث أحد في الكعبة. وحمل المجاورين على خصوص المعتكفين في المسجد الحرام ـ مع خلوه عن الشاهد ـ بعيد جداً.
{1} كما هو الحال في جميع العبادات تبعاً للمرتكزات. بل مقتضى قوله في صحيح داود بن سرحان المتقدم في تحديد مفهوم الاعتكاف: «فماذا أقول؟ وماذا أفرض على نفسي؟» تقومه بالقصد إليه في أول أزمنته. ولاريب مع ذلك في لزوم

[1] سورة البقرة الآية:125.
نام کتاب : مصباح المنهاج / الصوم نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست