الّذى استدعت منه امرأة ان يتفضّل عليها بصرف قدميه إلى منزل تلك المرأة هنيئة، فأجابها إلى ذلك، فلمّا وصل الرّجل إلى باب الدّار نادت المرأة ولدها الصّغير يا فلان تعال أقول لك، فلمّا حضر قال: بحقّ كذا و كذا لو بلت بعد هذه المرّة فى فراشك لقلت يأكلك هذا القاضى، ثمّ جعلت تعتذر من الشّيخ فيما اتعبه.
هذا، و قد وجدت فى بعض كتب التّراجم نظيرا آخر لهما فى قبح المنظر من شعراء العرب، و أرباب الفضل و الأدب، و هو ابو الحسن علىّ بن جبلة بن مسلم بن عبد الرحمان الخراسانى المعروف بالعكّوك. بالمهملة و الكاف المفتوحتين، و الواو المشدّدة لقصر قامته فى الغاية، فقد نقل انّه كان أسود أبرص و ولد أعمى، و قيل انّه أصابه الجدرى و هو ابن سبع سنين، فذهب بصره، و مع ذلك كلّه كان أحد فحول الشّعراء بحيث قد نقل فى حقّه عن الجاحظ المذكور انّه قال: كان أحسن خلق اللّه تعالى إنشادا ما رأيت منله بدويّا و لا حضريّا، و هو من الموالى توفّى سنة ثلاث عشرة و مأتين و مولده ببغداد سنة ستين و مأة، و له فى أبى دلف العجلى و حميد بن عبد الحميد الطّوسى، من غرر المحامد شعر كثير، و من شعره المشهور فى أبى دلف قوله: