و العبّاس بن الأحنف، و هشيمة الجمارة، فرفع ذلك إلى الرّشيد، فأمر المأمون ان يصلّى عليهم، فخرج فصفّوا بين يديه: فقال من هذا الأوّل؟ قالوا ابراهيم الموصلى، فقال: أخرّوه و قدّموا العبّاس بن الأحنف، فقدم فصلّى عليه، فلمّا فرغ و انصرف دنا منه هاشم بن عبد اللّه بن مالك الخزاعى فقال: يا سيّدى كيف آثرت العبّاس بن الأحنف بالتقدّمة على من حضر؟ فانشد:
و سعى بها ناس و قالوا إنّها
لهى الّتى يشقى بها و يكابد
فجحدتهم ليكون غيرك ظنّهم
إنّى ليعجبنى المحبّ الجاحد
ثم قال اتحفظها؟ فقلت: نعم، و أنشدته، فقال لى المأمون: أليس من قال هذا الشّعر أولى بالتقدّمة؟ فقلت: بلى و اللّه يا سيّدى[1] انتهى.
و قد ذكر شيخنا البهآئى رحمه اللّه فى «الكشكول» انّ اسماعيل بن معمر الكوفى القراطيسى الشّاعر المجيد البارع كان بيته مألفا للشّعراء و كان يجتمع عنده أبو نواس و أبو العتاهية و مسلم و نظرائهم و يتفاكهون و عندهم القيان و من شعره: