و شجاعة، و مقامات مشهورة يطول ذكرها، و أمّا أبو محمّد الناصر الكبير ففضله في علمه و زهده و فقهه أظهر من الشمس الباهرة، و هو الّذى نشر الإسلام في الديلم حتّى اهتدوا به بعد الضلالة، و عدلوا بدعائه عن الجهالة، إلى أن قال:
و أمّا أبو الحسين. فإنّه كان عالما فاضلا، و أمّا الحسين بن علىّ فإنّه كان سيّدا مقدّما مشهور الرعاية، و أمّا علىّ بن عمر الأشرف. فإنّه كان عالما و قد روى الحديث، و أمّا عمر بن علىّ الملقّب بالأشرف. فإنّه كان فخم السيادة جليل القدر، و المنزلة في دولتى الامويّة و العبّاسيّة جميعا، و كان ذا علم، و قد روى عنه الحديث، و روى أبو الجارود بن المنذر، قال: قيل: لأبى جعفر الباقر عليه السّلام أىّ إخوتك أحبّ إليك و أفضل؟ فقال: أمّا عبد اللّه فيدى الّتى أبطش بها، و كان هو أخاه لأبيه و امّه، و أمّا عمر. فبصرى الّذى أبصر به، و أمّا زيد. فلسانى الّذى أنطق به، و أمّا الحسين. فحليم يمشى على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. انتهى كلام سيّدنا المرتضى.
و في «الرياض» أيضا- في باب الألقاب- أنّ ناصر الحقّ هذا هو العالم الفاضل المعروف بالناصر الكبير أيضا، و كان من أئمّة الزيديّة، و لكنّه حسن الاعتقاد كاسمه برىء من عقايد الزيديّة، و كان في خدمة عماد الدولة أبى الحسن علىّ بن بويه الديلمى المشهور، و قد نقل أنه لمّا استشهد الناصر الكبير هذا هرب هو إلى خراسان، و اجتمع إليه جماعة كثيرة من أهل الديلم في سنة اثنتين، و ثلاثمأة، و خرج فصار ملكا، و هو أوّل ملوك الديالمة. و اللّه العالم.