responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون مسائل النفس نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 645
الوجود من جميع الجهات فالانسان لا ينثلم وحدته بتبدل نشأة منه إلى نشأة و بكثرة تشأن و تطور لقد خلقكم أطوارا ففى مرتبة طبع , و فى مرتبة نفس , و فى مرتبة قلب , و فى مرتبة روح , و هكذا ففى عين كثرة المراتب واحد شخصى أوحد من الوحدات الشخصية الامكانية .

كما ترى أن الصورة الشخصية البدنية كل يوم فى مادة لتحللها بالحرارات الأربع و استخلاف بدل ما يتحلل عنها , و أما البلوغ إلى الحد الكذائى فى الصورة فبوصولها إلى الصورة البرزخية , و أما فى النفس فبصيرورتها عقلا بسيطا غنيا عن البدن و قواه بذاته و باطن ذاته بغناء الله و قدرة الله تعالى و ذلك لأن ذلك العقل بالفعل البسيط انطوت فيه كل الفعليات التى دونه و يتأتى منه جميع ما تأتى منها [1] .

هذه كانت عدة كلمات من صاحب غرر الفرائد فى الفريدة المذكورة رأيناها موجبة لمزيد الاستبصار فى ما كنا بصدد بيانه فى هذه العين فأتينا بها . و سيأتى البحث عن الرؤية فى العين التالية . و هذه الأحكام النفيسة النفسية فى الرؤيا الصالحة آتية فى اليقظة أيضا . و ما هو فى الحقيقة ملاك الرؤيا و الكشف و ظهور التمثلات و غيرها هو انصراف الانسان عن هذه النشأة . و انشاء النفس منشئاتها ناش عن تمرنها و تدربها و طهارتها و همتها و نيلها بمقام كن و صيرورتها صاحب الأمر ثم ان خواص نفس الانسانية لا تعد و ما تقدم فى العين التاسعة و الأربعين كانت طائفة من أمهاتها .

تبصرة : بما أهدينا اليك فى هذه العين من اقتدار النفوس الكاملة بانشائها أمثالها العديدة , و دخولهم فى العوالم الملكوتية و ظهورهم فى جميع العوالم حسب ما شاء الله و غيرها مما تقدم , دريت معنى نحو قوله - سبحانه - ( : و اسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) [2] فانه لو لا تمكن دخوله فى العوالم لما أمره - سبحانه - بقوله ( و اسئل من أرسلنا من قبلك)

و لا بأس بنقل ما أفاد فى ذلك أبو المعالى القونوى فى آخر مفتاح غيب الجمع و الوجود فى علامات الكامل حيث قال :

([ و من علاماته تمكنه من الاجتماع بمن شاء من الخلق , الأحياء منهم و الأموات متى عينه الخلق له , و يكون ذلك على ضربين : الواحد أنه ينظر مستقر من يريد الاجتماع به من


[1] غرر الفوائد , ص 1 ( الناصرى ) , ص 343 .

[2] الزخرف : 46 .

نام کتاب : عيون مسائل النفس نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 645
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست