ى - عين فى تكون مادة الجنين , و استحالاتها الى أن يتم :
قوله عز من قائل :
( و لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين)
[1] الاية , ينادى بأن النفس حادثة بالبدن لا مع البدن , و هى قوة فى غاية
الشرف بالنسبة الى سائر القوى , منطبعة فى الجسم . و هذه القوة لاعتلاء جوهرها
, كأنها مرتفعة الذات عن سنخ المادة . و هذه القوة بالقوة انسان , أى فى تحت
تدبير الملكوت تصير خلقا آخر , ثم تخرج الى الفعلية بالاشتداد الوجودى و الحركة
فى الجوهر و تجدد الأمثال ذلك تقدير العزيز العليم , على ما اشير اليه فى
التاسعة .
و الكلام فى تفصيل استحالات مادة الجنين الى أن يتم يطلب فى الخامس من تاسعة
حيوان الشفاء [2] و فى الفصل الثالث عشر من الباب الثالث من نفس الأسفار
فى وقت تعلق النفس الناطقة بالبدن [3] ففى الأول أن أول الأحوال زبدية
المنى
و هو من فعل القوة المصورة , و الحال الأخرى ظهور النقطة الدموية فى الصفاق و
امتدادها فى الصفاق امتدادا ما , و ثالث الأحوال استحالة المنى الى العلقة , و
بعدها استحالته الى المضغة , و بعدها استحالته الى تكون القلب و الأعضاء
الأولى و أوعيتها , و بعدها تكون الأطراف , الى آخر ما أفاد .
يا - عين فى الفصل بين الروح البخارى , و الروح الانسانى :
الروح البخارى هو الحار الغريزى الذى هو الالة النفسانية الأولى . و هو جسم
لطيف
ذو مزاج متكون من صفوة الأخلاط الأربعة و هو ألطف الأجسام الباقية من أجزاء
البدن
و أدقها و أصفاها . و لذلك كان أشد قبولا لأفعال النفس من سائر أجزاء البدن .
و الروح الانسانى أى النفس الناطقة ليس بجسم , بل جوهر مجرد عن المادة و أحكامها
. و الروح و النفس يطلقان بالاشتراك الاسمى عليهما . و الروح البخارى مطية أولى
للنفس الناطقة فى تعلقها بالبدن أى علة قريبة لحيوة البدن , و النفس علة
بعيدة
لها . و الروح البخارى يحويه البدن , و أما الروح الانسانى فالبدن مرتبة نازلة
منه من حيث هو بدنه . و الروح البخارى اذا فارق البدن يبطل و يفسد , و أما
الروح الانسانى فهو باق بحيوته الأبدية , و انما يبطل بعض افعاله من بدنه
العنصرى . و حيث إن الروح البخارى جسم لطيف ذو مزاج و مطية اولى للروح الانسانى
, فكلما كان