على القوى الحيوانية و اطمأنت النفس تسمى مطمئنة , و لما كمل استعدادها و قوى
نورها و اشراقها و ظهر بالفعل ما كان بالقوة فيها و صار مرآة للتجلى الالهى يسمى
بالقلب و هو المجمع بين البحرين و ملتقى للعالمين أى عالمى الظاهر و الباطن
لذلك و سع الحق و صار عرش الله كما جاء فى الخبر الصحيح لا يسعنى أرضى و
لا سمائى
و يسعنى قلب عبدى المؤمن التقى النقى , و قلب المؤمن عرش الله , فالمعتبر إن
اعتبر الحقيقة الواحدة المعروضة بهذه الاعتبارات و حكم بأن الجميع شى ء واحد
حقيقة صدق , و إن اعتبرها مع كل من الاعتبارات فحكم بالمغائرة بينها صدق ايضا .
فاعلم أن المرتبة الروحية باعتبار الاجمال و البساطة هو ظل المرتبة الأحدية , و
المرتبة القلبية هى ظل المرتبة الواحدية الالهية . انتهى ما اردنا من نقل كلام
القيصرى مع بعض إضافات و تصرفات منا روما للايضاح و الاصباح .