عين فى أن النفس مع بساطتها كيف تقوى على هذه التعقلات الكثيرة [42]
مب - و من تلك العيون اللطيفة البسيطة البحث عن ان النفس مع بساطتها كيف
تقوى على التعقلات الكثيرة و العلوم العديدة .
اعلم أن اتصاف موجود بصفات متعددة متقابلة يدل على سعة وجوده و شدة توحده و
سطوة تأكده فى الوجود من حيث إنه لا يزول بعروض الأضداد و اتصافه بها . كما
يوصف الحق - سبحانه - بالاول و الاخر , و بالظاهر و الباطن , و بالنافع و الضار ,
و بالقابض و الباسط , و بالخافض و الرافع , و بالهادى و المضل , و بالمعز و
المذل , و بالاسماء الجمالية و الجلالية الأخرى .
قال الشيخ العارف العربى فى الفص الادريسى من فصوص الحكم [1] : قال الخراز
- رحمه الله - و هو وجه من وجوه الحق و لسان من السنته ينطق عن نفسه بأن الله لا
يعرف إلا بجمعه بين الاضداد فى الحكم عليها بها الخ]( .
و لا يخفى عليك أن الاتصاف بها بنحو من التعبير كاتصاف الشخص بالمرائى
فيوصف بالاوصاف المتضادة بلحاظ تلك المرائى و المظاهر . و النفس الانسانية هى
مظهره الاتم و لو لم يكن بينه - تعالى - و بين النفس من المناسبة و المضاهاة
ما لم
يكن بينه و بين غيرها لما شرط معرفته بمعرفتها , بل بينهما تمام هذه المناسبة
و التمام هو المرتبة التى هى فوق التنزيه و التشبيه . فافهم .
و الفصل السابع عشر من الطرف الأول من المرحلة العاشرة من الأسفار فى اتحاد
العاقل بالمعقول فى حل هذا الأشكال . قال - رضوان الله عليه - : لما ثبت أن
البسيط لا يصدر عنه من جهة ذاته بلا واسطة إلا الواحد , يرد هيهنا اشكال فى صدور
التعقلات الكثيرة من قوة واحدة , فحل هذا الاشكال هو ان المعلول اذا تكثر فهو
انما يتكثر باحد