لز - و من تلك العيون الفائقة ان علم النفس بالصور مطلقا ليس على سبيل
القبول و الانفعال كما يتفوه به المشاء , بل إنما هو بفعل النفس فى مرتبة من
مراتبها , و فى مرتبة أخرى طور آخر وراء هذا الطور . أى أنها فى مرتبة مظهر و
أخرى مظهر . و الاول بالنسبة الى ما هى فائقة عليه , و الثانى بالنسبة الى ما هو
فائق عليها .
و تفصيل البحث بحذافيره موكول الى رسالتنا فى العلم , و الى الدرس التاسع من
كتابنا دروس اتحاد العاقل بمعقوله [1] .
و من الغوص فى هذه العين يقتنى أن كل محسوس فهو معقول بمعنى انه مدرك للعقل
بالحقيقة , لكن الاصطلاح قد وقع على تسمية هذا الادراك الجزئى الذى بوساطة الحس
بالمحسوس قسيما للمعقول أعنى إدراك المجردات الكلية , فتبصر [2] .
قال صدر المتألهين فى الاصل التاسع من الباب الحادى عشر من نفس الأسفار :
([ إن
الصور الخيالية , بل الصور الادراكية ليست حالة فى موضوع النفس و لا فى محل آخر
, و إنما هى قائمة بالنفس قيام الفعل بالفاعل لا قيام المقبول بالقابل , و كذا
الابصار عندنا الخ [3] .
اقول : يعنى ان علم النفس بها بالانشاء و الفعالية , كما يراه الشيخ الأكبر
العربى محيى الدين حيث قال فى الفص الاسحاقى( : بالوهم يخلق كل انسان فى قوة
خياليه مالا وجود له إلا فيها) و قال الحكماء( : العقل البسيط خلاق المعقولات
التفصيلية) , فتبصر .
و قال فى الفصل السادس من الباب الرابع من نفس الاسفار بعد نقل الاراء فى
الابصار : و الحق عندنا ان الابصار بانشاء صورة مماثلة له بقدرة الله من عالم
الملكوت