و الافساد و الاستكبار و ادعائه العلو كما ورد فى الكتاب : استكبرت ام كنت من
العالمين انما هو بمقتضى طبعة الغالب عليه النارية الموجبة للاهلاك و العلو](
, الخ [1] .
4 - و لا شك لمن له قدم راسخ فى العلم الالهى , و الحكمة التى هى فوق العلوم
الطبيعية أن الموجودات كلها من فعل الله بلا زمان و لا مكان و لكن بتسخير القوى
و النفوس و الطبائع , و هو المحيى و المميت و الرازق و الهادى و المضل و لكن
المباشر للاحياء ملك اسمه اسرافيل , و للاماتة ملك اسمه عزرائيل يقبض الأرواح
من الأبدان و الأبدان من الأغذية و الأغذية من التراب , و للأرزاق ملك اسمه
ميكائيل
يعلم مقادير الأغذية و مكاييلها , و للهداية ملك اسمه جبرئيل , و للاضلال دون
الملائكة جوهر شيطانى اسمه عزازيل . و لكل من هذه الملائكة أعوان و جنود من القوى
المسخرة لأوامر الله , و كذا فى سائر افعال الله سبحانه . . . [2] .
5 - و قال صدر المتألهين فى اكسير العارفين( : ابليس كل انسان هو نفسه
عند متابعة الهواء , لكن أول من سلك سبيل الغواية و الضلالة عن عالم رحمته وقع
عليه اسم ابليس و هو الجوهر النطقى الشرير الحاصل من عالم الملكوت النفسانى
بجهة ظلمانية ردية كالامكان و نحوه , شأنه الاغواء و سبيله الضلال) .
6 - و قال الفيض المقدس فى الوافى( : الجهل جوهر نفسانى ظلمانى خلق بالعرض
و بتبعية العقل من غير صنع فيه غير صنع العقل , يقوم به كل ما فى الأرض من
الشرور و القبائح , و هو بعينه نفس إبليس و روحه الذى به قوام حياته , الذى
ينشعب منه ارواح الشياطين ثم خلقت من ظلماتها ارواح الكفار و المشركين) الخ
[3] .
7 - كل ممكن ذو وجهين : وجه يلى ربه و هو ملاك اللطف و المحبة , و ان شئت
قلت : الوجوب و الامكان , و ان شئت قلت : الوجود و الماهية , و ان شئت قلت
: النور و الظلمة , و ان شئت قلت : العشق و الهوى , و فى بعض المقامات يعبر
بالعقل و الجهل , و فى بعضها بالملك و الشيطان .
اقول : تلك الاراء الرصينة هى اشارات الى تفاسير ما فى طائفة من الايات
القرآنية و الروايات المأثورة عن بيت العصمة يوفق الى نيلها من تعمق فى
الأسرار الحكمية المتعالية .