لا - و من تلك العيون الصافية أن الوهم عقل ساقط . اى القوة الواهمة مرتبة
نازلة للعقل
و قد استوفينا البحث عن ذلك فى رسالتنا فى العلم , على ان النكتة
515 من
كتابنا الف نكتة و نكته فى بيان هذا المطلب الاسمى على الاستقصاء . و نذكرها هنا
مواضع البحث عنه من المصادر الرئيسة , و الله - سبحانه - ولى التوفيق :
الف - اعلم أن الفرق بين الادراك الوهمى و العقلى ليس بالذات بل امر خارج
عنه و هو الاضافة الى الجزئى و عدمها , فبالحقيقة الادراك ثلاثة انواع كما أن
العوالم ثلاثة و الوهم كانه عقل ساقط عن مرتبته [1] .
ب و اعلم ان الوهم عندنا و ان كان غير القوى التى ذكرت إلا انه ليس له ذات
مغائرة للعقل , بل هو عبارة عن اضافة الذات العقلية الى شخص جزئى و تعلقها به
و تدبيرها له , فالقوة العقلية المتعلقة بالخيال هو الوهم . كما ان مدركاته هى
المعانى الكلية المضافة الى صور الشخصيات الخيالية .
و ليس للوهم فى الوجود ذات أخرى غير العقل كما ان الكلى الطبيعى و الماهية
من حيث هى لا حقيقة لهما غير الوجود الخارجى او العقلى .
و الحجة على ما ذكرنا أن القوة الوهمية إذا ادركت عداوة شخص معين فاما أن
تكون
مدركة للعداوة لا من حيث انها فى الشخص المعين , او لم تدركها الا من حيث انها
فى الشخص المعين . فان كان الاول فالوهم قد ادرك عداوة كلية فالوهم هو العقل .
و ان كان الثانى فمن الظاهر المكشوف فى العقل أن العداوة ليست صفة قائمة
بهذا الشخص , و على تقدير قيامها به كانت محسوسة كوجوده و وحدته فان وجود
الجسم
[1] الأسفار , الفصل الثالث عشر من الطرف الأول من المرحلة العاشرة , ط 1 ,
ج 1 , ص 291 .