الف نكتة و نكتة بالفارسية . و الفصل الأول من المقالة الخامسة من نفس الشفاء
فى ذلك المطلب الشريف مفصلا على اتم تحرير و تبيين [1] .
و افاد فى عيون الحكمة بقوله([ : و من الحيوان الانسان , يختص بنفس انسانية
تسمى نفسا ناطقة , اذ كان اشهر افعالها واول آثارها الخاصة بها النطق . و ليس
يعنى بقولهم : نفس ناطقة , أنها مبدء النطق فقط , بل جعل هذا اللفظ لقبا
لذاتها [2] .
و خلاصة ما حررنا فى النكتة المذكورة هى ما يلى :
أن شيئية الشى ء بصورته , و الصورة الانسانية هى حقيقة تخصها من بين سائر
الحيوانات و تميزها عنها و عن غيرها , و الحيوانات بأسرها لها قوى ادراكية
منحصرة فى الحسوسات , و أما النفس الانسانية فهى حقيقة تعقل الحقائق العقلية
الكلية المرسلة و تستنبط من ادراكها المحسوسات و من العلم بمعلوماتها
المجهولات , ثم لا حد لها تقف عنده بل كلما علم شيئا تتسع به وجودا , و تسمى
بحسب شئونها و افعالها و أحوالها بأسامى عديدة فهى العاقلة العاملة الذاكرة الحا
فظة المتفكرة المميزة المريدة الناطقة و غيرها , و لما كان الانسان
مدنيا بالطبع و لا بد له من تعليم و تعلم و اعلام و هى لا تتم بدون النطق و النطق
هو اظهار ما فى الضمير و هو من أشمخ مظاهر ادراك الكليات , سموها ناطقة .
فعلم فى هذه العين أن الحيوانات لها نفوس مجردة غير تامة على اختلاف مراتبها
بحسب اختلاف أمزجتها بالقرب من الاعتدال و البعد عنه , و أن نطق الأشياء هو
فى الحقيقة إدراك نطقها فى صقع النفس الانسانية بمعنى إنشاء الأصوات فيه على
موازنة المعانى و الأحوال التى فيها , و أن وجه تسمية النفس الانسانية بالناطقة
من حيث إن النطق اشمخ مظاهر إدراك الكليات للانسان المدنى بالطبع .
تذكرة : قد تقدم فى العين الثانية كلام العلامة الحلى من كشف المراد , من أنهم
قد عرفوا النفس بالكمال دون الصورة لأن النفس الانسانية غير حالة فى البدن
فليست صورة و هى كمال له , انتهى .