البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الالهية التى هى الذات و الصفات و الافعال( :
إن الله خلق آدم على صورته) و ليست صورته سوى الحضرة الالهية . فاوجد فى هذا
المختصر الشريف الذى هو الانسان الكامل جميع الاسماء الالهية و حقائق ما خرج عنه
فى العالم الكبير المنفصل , و جعله روحا للعالم فسخر له العلو و السفل لكمال
الصورة [1] و ان شئت قلت : بل المراد بالصورة هوية الحق التى اختفت و
حقيقته التى تسرت فى الحقيقة الانسانية فأظهرت الانسان , فهويته عين هوية الحق
و حقيقته عين الحقيقة الالهية , و هو اسمه الأعظم الجامع لحقائق الأسماء كلها .
و هذا ما نطق به العرفان و البرهان على تفسير أسرار القرآن من أن الانسان على
صورة
الرحمن و إن كان هو سبحانه فى هويته الصمدية فى عز جلاله , و ليس الصمد الحق إلا هو
, و عنت الوجوه للحى القيوم , فهو - تعالى شأنه - صورة الصور كلها , و إن كان
الطباع العامية تنبو عن اطلاق لفظ الصورة على الخير المحض , و الوجود البحت إذ
لم يفهموا من الصورة إلا صورة المحسوسات , و لم يدروا أنه صورة الوجود و الخير
و البهاء لأنه عال فى دنوه و دان فى علوه و هو حقيقة الحقائق , بل فى الحقيقة
لفظ الصورة لا يطلق إلا عليه إذ هو صورة الوجود كله فافهم .
و الشيخ الالهى الأجل أبو على - رضوان الله تعالى عليه - قد ذكر فى الفصل
الرابع
من المقالة السادسة من إلهيات الشفاء معانى الصورة [2] , و نحن قد نقلناها فى
كتابنا دروس معرفة النفس مع ترجمتها بالفارسية و مزيد ايضاح فان شئت فراجع
اليه [3] .
شرح الحديث المذكور على ما أفاده المتأله السبزوارى فى شرح الأسماء([ :
قوله
عليه السلام : الصورة الانسانية - الصورة ما به الشى ء بالفعل , و أحد خديه و هو
الأيمن عقله النظرى , و الاخر و هو الأيسر عقله العملى .
و انما كانت اكبر حجج الله تعالى - لأنها هيكل التوحيد , و لها الوحدة
الجمعية ظل الوحدة الحقيقية للأحد الواحد البسيط المبسوط متعلمة بجميع أسماء
الله التنزيهية و التشبيهية فمن يراها كيف ينكر صانعها ؟ .
(
چو آدم را فرستاديم بيرون *** جمال خويش بر صحرا نهاديم)