يح - و من تلك العيون الغدقة علم النفس بقواها و افعالها .
لما كانت النفس كل قواها كما تقدم فى العين السابعة عشرة يجب أن تكون عالمة
بجميع قواها و محالها و آلتها الاولى التى هى الروح البخارية , قد عبر عنها الشيخ
فى الشفاء بمطيتها الأولى , و قواها و محالها أيضا آلاتها و كونها كمالا لجسم آلى
شامل للالات كلها . و بالجملة يجب كونها عالمة بها و بافعالها و هيئاتها , و لا
تحتاج فى معرفتها إلى علم التشريح , و بما يصدر عنها من الاحاطة و الهضم و
التشكيل و التصوير و غيرها من عجائب الأفعال و غرائب الاثر التى يصدر عنها ,
فهى مشاهدة و مبصرة أياها ببصر ذاتها لابباصرة أخرى . و ينجر العين إلى عملها
بملكاتها المكتسبة التى تحسب عدمية و هى وجودية تتألم بها فى الدنيا و الاخرة
, فنقول :
البحث عن آلات النفس يطلب فى الدرس الرابع من كتابنا دروس اتحاد العاقل
بمعقوله [1] .
و الفصل الثامن من خامسة نفس الشفاء و هو آخر فصول النفس فى بيان الالات التى
للنفس [2] .
و مطلب هذه العين قد برهن فى الموضعين من الأسفار : أحدهما فى الفصل الأول
من الموقف الثالث من آلهياته [3] .
و ثانيهما فى ذيل الفصل الخامس من الباب الثانى من كتاب نفسه [4] .