كثيرة كان يدرس فى حوزتى طهران و قم , الكتب الحكمية البرهانية , و الصحف
النورية العرفانية التى هى فى الحقيقة التفاسير الأنفسية للكشف الأتم المحمدى
و فصل الخطاب الأحمدى - صلى الله عليه و آله و سلم - راجيا من المفيض الوهاب
على الاطلاق , أن يجعل كل عين
عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا .
و هى من مواهب الله السنية و عطاياه الجزيلة , و جوائره الكريمة النفيسة التى
أنعم بها عبده المستكين , و قدرها له بتفجير تلك العيون الفوارة المنهمرة ,
فله الحمد على ما هدينا و له الشكر على ما اولينا .
و لما رأى رسالته عيون مسائل النفس وجيزة غريزة المحاسن , و صحيفة عزيزة
المطالب , حاول شرحها على قدر الوسع و الطاقة , مبتهلا اليه , جل شأنه وعلت
كلمته فوفقه له و هو ولى التوفيق , و هو هذا الشرح المسمى بسرح العيون فى شرح
العيون الذى بين يديك أيها القارى ء الكريم مع اصله رسالة عيون مسائل النفس
فالكتاب صحيفة من صحف اعماله , فيقول
هأوم اقرؤا كتابيه
.
( فلله الحمد رب السموات و رب الأرض رب العالمين و له الكبرياء فى
السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم)
[1] .
اعلم أن من سفه نفسه فهو اظلم الناس بنفسه , و أن احياء النفوس من موت
الجهل , و ايقاظها من نوم الغفلة , و اخراجها من الظلمات الى النور , أنما هى
من شأن السفراء الالهية , و ممن اقتفى بهم على هديهم . و قد قال الله - علت
كلمته - :
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
[2] .
و قد وصف الوصى الامام على بن ابى طالب - عليه السلام - آل محمد - صلوات الله
عليهم - بأنهم عيش العلم و موت الجهل
[3] . و العلم حيوة الأرواح , كما أن الماء حيوة الأشباح . و الايات و
الروايات - فى ذلك المرصد الأسنى و المقصد الأعلى المدونة على نضد خاص فى
الجوامع الروائية , و الصحف العلمية اكثر من أن تحصى .
و العالم إن عرف قدره و لا يخرج عن طوره الالهى , و لا يتجاوز عن زيه الروحانى
فهو
على قدم عيسى روح الله ( ع ) اعنى انه عيسوى المشهد و المشرب فى الحقيقة , لأن
عمله الصالح أنما هو احياء الموتى بأذن الله - تعالى شأنه - يعجبنى فى المقام
نقل ما افاده الشيخ