فنقول : انا نشاهد أجساما يصدر عنها الاثار , لا على وتيرة واحدة من غير ارادة ,
و ليس ذلك الذى هو مبدء تلك الاثار لها للمادة الأولى لكونها قابلة محضة , و
لا لجسميتها المشتركة بين جميع الأجسام . و كل ما يكون مبدء الصدور أفاعيل ليست
على وتيرة واحدة عادمة للارادة فانا نسميه نفسا من جهة ما هو مبدء لهذه الأفاعيل
.
ب - عين فى تحديد النفس من حيث هى نفس :
و هو أن النفس كمال أول لجسم طبيعى آلى ذى حيوة بالقوة . معناه كونه ذا آلات
يمكن أن يصدر عنه بتوسطها و غير توسطها ما يصدر من افاعيل الحيوة التى هى
التغذى و النمو و التوليد و الادراك و الحركة الارادية و النطق .
ج - عين فى اثبات وجود النفس الانسانية :
إن أول الادراكات على الاطلاق و أوضحها هو ادراك الانسان نفسه , فليفرض واحد منا
أنه خلق كاملا دفعة فى هواء طلق لا يدرك شيئا من أعضائه و الخارج عنه , فهو حينئذ
لا يغفل عن ذاته و قد غفل عن غيرها .
و أيضا انت لا تغفل عن ذاتك أبدا , و ما من جزء من أجزاء بدنك إلا و تنساه
أحيانا , فانت انت .