و منها ما يكون مائلا فى ذلك الى طرف الوحدة و البساطة و هى العقول و النفوس
المجردة .
و منها ما يكون مائلا فى ذلك الى طرف الكثرة كالحيوانات و النباتات و
الجمادات .
ثم إن افراد تلك الحقيقة النوعية ايضا لسعة عرضها و احاطة جامعيتها على ثلاثة
اقسام :
منها ما يكون بجميع احواله و افعاله واقعا فى وسط العدالة و هو الخليفة
الحقيقية للحق و الانسان الكامل .
و منها ما يكون واقعا إما فى طرف الافراط او التفريط خارجا عن الصورة الاعتدالية
فبحسب ميله عن تلك الصورة محتاج الى العلاج و الميل عما فيه من المرتبة
الخارجة فى الطرف المقابل لها من المراتب الخارجة حتى يحصل له المرتبة
الاعتدالية الاصلية كما تقرر فى امر العلاج انه انما يكون بالضد]( [1] .
اقول : قوله( : و ما سمعت ان مظهر الوحدة الخ) , هذا كما افاده صدرالدين
القونوى فى النفحة السادسة و العشرين من نفحاته [2] و نقله عنها ابن الفنارى
فى مصباح الانس [3] و هو( : ان اكمل العلوم و اتمها مضاهاة العلم الحق لا
يحصل
الا لمن خلت ذاته كل صفة و نقش و استقر فى حاق النقطة العظمى الجامعة للمراتب
كلها و الوجودات و الاعتدال الحقيقى المحيط بالاعتدالات المعنوية و الروحانية
و المثالية و الحسية و ما يتبعها من الكمالات النسبية و الدرجات) الخ .
و بهذا المطلب الاسنى تقدر أن تفهم اسرارا فى علم الانسان الكامل الامام و ما
جاء فى الجوامع الروائية من ان النفوس المكتفية اذا شاؤا أن علموا علموا ,
فتدبر حق التدبر .
ففى باب ( ان الائمة - عليهم السلام - اذا شاؤا أن يعلموا علموا ) من الكافى
عن الامام ابى عبدالله عليه السلام( : إن الامام إذا شاء ان يعلم علم) . و
فى خبر آخر
عنه - عليه السلام( : - إن الامام إذا شاء أن يعلم أعلم)
و فى آخر
عنه - عليه السلام( : - إذا أراد الامام ان يعلم شيئا اعلمه الله ذلك)
[4] .