الذات الالهية من حيث ربوبيتها . و الاله و الألوهة و الله معناها الرب و
الربوبية , و الرب المطلق مستجمع لجميع الصفات الكمالية لأن الربوبية لا تتم
الا بتلك الصفات كلها , الحمد لله رب العالمين .
و الروح الانسانى هو الروح الاعظم بالنسبة إلى ارواح غيره من ذوات الارواح و هو
أمر ربانى و سر سبحانى , و له مظاهر فى العالم الكبير , و كذلك فى العالم
الصغير الانسانى و سيأتى البحث عنه فى العين الثامنة و الاربعين فى تطابق
الكونين .
قوله( : مغائر للبدن) . التغاير بينهما بضرب من الاعتبار فى التحليل
العقلى
, و إلا فالروح لا يكون عاريا عن البدن قط , غاية الأمر أن بدنه فى كل نشأة على وفق
تلك النشأة , و تفاوت تلك الابدان انما يكون بالنقص و الكمال , فتفطن .
و حيث إن الروح مظهر الذات الالهية , فكما أن الذات الالهية أى الرب المطلق
له مظاهر مسماة بالعالم و بما سواه و لا يصح نفى تلك المظاهر عنه , كذلك الروح
له مظاهر فى العالم الانسانى يسمى بدنه و قواه , الا أن البدن العنصرى لما كان
آلة استكمال الروح لا يسمى العالم بدنه سبحانه من هذه الحيثية , و ان كان اطلاق
العالم بالبدن من حيثية أخرى و هى كونه قائما به - تعالى شأنه - و مظاهره و
مربوطه و شئونه كالروح و بدنه , يصح عليه بل العالم صورة الحق سبحانه و هو
روحه فنسبة الحق إلى كل ما ظهر من صور العالم نسبة الروح الجزئى المدبر للصورة
المعينة اليها فى كونه مدبر كما قال - تعالى شأنه - :
( يدبر الامر من السماء إلى الأرض)
[1] . و لذا قال العارف الجامى :
حق جان جهانست و جهان جمله بدن *** اصناف ملائكه قواى اين تن
افلاك و عناصر و مواليد اعضا *** توحيد همين است و دگرها همه فن](
قوله( : لا سريان الحلول و الاتحاد) . الحلول أو الاتحاد انما هو بنحو
التجافى
و التنزل فتفوه حلول الوجود الصمدى فى شأن من شئونه , أو اتحاده معه من مداعبات
الوهم . و هل تجوز أن تمجمج بأن تحل انت فى قولك الذائقة مثلا ؟ ما لكم كيف
تحكمون ؟
قوله( : كسريان الوجود المطلق) , أى بالظهور و الاشراق و التجلى .
و قوله( : بهذا الاعتبار) , أى باعتبار السريان .
و قوله( : و من أى وجه غيره) أى باعتبار التعينات و المراتب .