responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عيون مسائل النفس نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 209

ثم إن أدلة تجرد النفس بأقسامها الثلاثة - أعنى تجردها البرزخى الخيالى , و تجردها التام العقلى , و مقام فوق تجردها - تفيد كونها جوهرا بسيطا , و الجوهر البسيط عقل و عاقل و معقول فهو موجود ابدى لازوال له ابدا . و بهذا يعلم أن البحث عن جوهرية النفس و اقامة الدليل عليها أنما هو لشدة الاعتناء فى مسائل النفس و التحقيق حولها و إن كان بعضها يلزم آخر أو يستفاد منه بوجه , فتبصر .

و صدر المتألهين فى المبدء و المعاد اثبت جوهرية النفس الانسانية بالاستدلال على تجردها [1] و نعم ما فعل . و هذا يؤيد حدسنا الثاقب فى البحث عن جوهرية النفس على حدة , فافهم .

و من افادات صدر المتألهين فى الأسفار فى المقام ما أتى به فى آخر الفصل الاول من الفن الرابع من الجواهر و الأعراض حيث قال( : الجواهر إن كان قابلا للأبعاد الثلاثة فهو الجسم , و إلا فان كان جزء منه هو بالفعل سواء كان فى جنسه أو فى نوعه فصورة إما إمتدادية أو طبيعية , أو جزء منه هو به بالقوة فمادة , و أن لم يكن جزء منه فان كان متصرفا فيه بالمباشرة فنفس و إلا فعقل , و ذلك لما سيظهر من تضاعيف ما حققناه من كون الجوهر النفسانى الإنسانى مادة للصورة الادراكية التى يتحصل بها جوهرا آخر كماليا بالفعل من الأنواع المحصلة التى يكون لها نحو آخر من الوجود غير الطبيعى الذى لهذه الأنواع المحصلة الطبيعية و تحقيق ذلك المرام من فضل الله علينا وجوده) [2] .

و أقول : كون الجوهر النفسانى الانسانى مادة للصور الادراكية , أصل مهم من أصول معرفة النفس فى الحكمة المتعالية . و كذلك كون ذلك الجوهر النفسانى يتحصل بتلك الصور الادراكية جوهرا آخر كماليا بالفعل من الأنواع المحصلة التى يكون لها نحو آخر من الوجود غير الطبيعى الذى لهذه الأنواع المحصلة الطبيعية , أصل مهم آخر فى معرفة النفس على الحكمة المتعالية . و هذان الأصلان كل واحد منهما اساس رصين مرصوص يبتنى عليه كثير من الأحكام التى تعد من أسرار صدع بها فصل الخطاب المحمدى - صلى الله عليه و آله و سلم - .

ثم ان تعبيره بقوله و ذلك لما سيظهر , و مثله فى موضع أخرى من الجواهر و الأعراض ,


[1] المبدأ و المعاد لصدر المتألهين , الطبع الأول الحجرى ص 213 - 217 .

[2] الأسفار لصدر المتألهين , ط 1 , ج 2 , ص 78 .

نام کتاب : عيون مسائل النفس نویسنده : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست