إذا كانت النفس كلها هى التى تحفظ وحدة الجسم كله , فيترتب على ذلك أن كل
جزء منها يحفظ وحدة جزء من أجزاء الجسم . و هذا ظاهر الاستحالة : فأى جزء يحقق
العقل وحدته , و كيف يحققها ؟ من العسير حتى أن نتصور ذلك .
النفس فى النباتات
و تدل المشاهدات كذلك على أن النبات يستمر فى الحيوة إذا انقسم , و كذلك بعض
الحشرات , فيبدو كأن فى الأجزاء انفسا , تخصها بالنوع لا بالعدد , إذ أن كل جزء
منها يحفظ الاحساس و الحركة المكانية زمانا ما , أما أنها لا تستمر على هذه
الحال
, فليس هذا بغريب , اذ ليس لها الأعضاء الضرورية لحفظها الطبيعى , و مع ذلك
فان جميع أجزاء النفس توجد فى كل جزء مبتور , و ان أنفس الأجزاء المبتورة
تتجانس فيما بينها و بين النفس كلها . و هذا دليل على أن اجزاء النفس
المختلفة لا ينفصل احدها عن الاخر , على حين أنه على العكس , تنقسم النفس كلها
. - و يظهر أن المبدأ الذى يوجد فى النبات هو ايضا ضرب من النفس , لأن هذا
المبدأ هو الوحيد الذى يشترك فيه الحيوان و النبات . و قد ينفصل عن مبدأ
الحس , على حين أنه لا يمكن أى موجود بغيره أن يحس .
اقول : انتهى ما فى كتاب النفس لارسطو فى نقل الاراء فى النفس و نقدها , و
سيأتى تأويل كثير من الاراء المتقدمة فى النفس و تصحيحها , و تزييف نقدها .
و يجب الاعتناء التام بطائفة من الكلمات القصار فيما نقلناها ايضا و هى([ :
النفس اذ تحرك نفسها , تحرك الجسم أيضا لأنها متداخلة به([ . [( نفس
العالم
موجودة قبل جسمه([ . [( العالم حيوان([ . [( التوازى بين العالم و النفس
الانسانية
هو شرط المعرفة([ . [( التعقل هو نفس المعقولات([ . [( نفس العالم من
الطبيعة
التى تسمى بالعقل([ . [( العقل هو المقصود فى الدائرة([ . [( حركة العقل
التعقل
([ . [( حركة النفس هى جوهرها([ . [( كل بدن له صورة و هيئة تخصه([ . [(
الصحة
و على العموم الفضائل الجسمية - هى التى يجدر أن نسميها ائتلافا([ . [( كل جزء
من اجزاء الجسم يقوم على تناسب ما([ . [( العقل لا ينفعل و لا يفسد([ . [(
النفس تتفشى فى جميع الجسم الحساس([ . [( النفس جسم لطيف([ . [( النفس
اولى ما يحرك([ . [( النفس الطف الأجسام , أى أبعدها عن الجسمية([ . [(
بأى
شى ء يدرك النفس المركب , أى كيف يدرك النفس المركب ؟([ . [( النفس هى
التى تحفظ وحدة الجسم]( .
و أما التأويلات فسنذكرها بعد نقل كلام الشيخ من الشفاء فى آراء الأوائل فى
النفس و نقدها . و لا يخفى عليك - كما اشرنا اليه - أن ما أتى به فى الشفاء
كأنه ناظر الى كتاب النفس لارسطو , و لذا تجده بيانا و تفسيرا له , على أن فى
نقل ما فى الشفاء و تعليقاتنا عليها