نفسه ( و سوف يفحص ارسطو الان عن مذهب زينوقراط الذى يزعم أن النفس عدد يحرك
نفسه , كالحال فى الائتلاف - ت ) , لأن أنصار هذا الرأى يتصدون أولا للمجالات
المترتبة على القول بان النفس تتحرك .
و ايضا تلك التى تخص الفلاسفة , الذين يذهبون إلى أن النفس عدد . - فكيف
يجب أن نتصور وحدة تتحرك ؟ ( هذا أول الاعتراضات و سوف تليها اعتراضات
أخرى ) بأى شى ء تتحرك هذه الوحدة , و كيف يكون ذلك ما دامت بغير اجزاء , و
بغير تبائن ؟ لانها اذا كانت فى نفس الوقت محركة و متحركة , فلابد أن يوجد
فيها تبائن .
و أيضا ( اول الاعتراض الثانى ) مادام انصار هذا المذهب يقولون ان الخط
المتحرك يولد السطح , و النقطة الخط , فان حركات وحدات النفس هى ايضا خطوط
, لان النقطة وحدة تشغل موضعا , و يجب أن يكون عدد النفس عندئذ فى جهة ما , و
يشغل موضعا .
و ايضا ( اول الاعتراض الثالث ) إذا طرحنا من عدد عددا , أو وحدة , فالباقى
عدد آخر . و النبات و كثير من الحيوانات على العكس , تستمر فى الحياة اذا
انقسمت , و يظهر أن فيها عين النفس[ ) فى كل جزء] - اضافة من تريكو )
و يظهر مع ذلك أنه ليس من المهم القول بالوحدة أو بالذرة ( اول الاعتراض
الرابع ) , لأن ذرات ديمقريطس اذا أصبحت نقطا , و بقيت كميتها العددية فقط
ثابتة , فانه يجب أن يكون فى تلك الكمية عدد من النقط يحرك , و عدد آخر
يتحرك , كما يتصل فى المتصل . فما ذكرناه عن الذرات لا يتوقف على فرق فى
كبرها أو صغرها , بل فى أنها كمية عددية فقط , و ايضا فانه من الواجب أن يكون
هناك شى ء يحرك وحدات النفس , و لكن اذا كان المحرك فى الحيوان هو النفس ,
فيجب أن يكون كذلك فى العدد , فلا يكون المحرك و المتحرك هما النفس , بل
المحرك فقط . و كيف إذن يمكن أن تكون هذه العلة وحدة ؟ فيجب أن يكون هناك فرق
بين هذه الوحدة و بين غيرها . و لكن النقطة الرياضية هل يميزها شى ء آخر إلا الوضع ؟
و من جهة أخرى ( أول الاعتراض الخامس ) إذا كانت وحدات الجسم و نقطه
متميزة[ ) عن وحدات النفس] - اضافة من تريكو و هكس ) فان وحدات النفس
تكون فى نفس المكان[ ) الذى تكون فيه نقط الجسم] - اضافة من تريكو ) . فكل
وحدة تشغل مكان نقطة . فما الذى يمنع , إذا كان فى نفس المكان نقطتان , أن
يكون
هناك عدد لا نهائى من النقط ؟ لأن المكان الذى تشغله الأشياء إذا كان غير منقسم
, فالأشياء لا تنقسم كذلك . و اذا كانت نقط