نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 79
المأموم على الامام .
أما رواية الحميرى مع ضعف سندها معارضة بخبر محمد المتقدم , و
أما سائر الروايات فكلها إلا صحيحة ابن مسلم التي نتكلم فيها واردة
في مقام بيان أمر آخر غير حكم التقدم , مثل حكم الامامة عند عروض حادث
للامام , والامامة في جماعة العراة , و ليست هذه الروايات ناظرة
إلى بيان نوع حكم التقدم و أنه وجوبي أو استحبابي
, فيحمل الامر بالتقدم فيها إلى
التقدم المشروع في الجماعة . و بعبارة اخرى :
الروايات ناظرة إلى حكم آخر غير حكم التقدم , فالتقدم المذكور فيها
اخذ مفروض الوجود , ولا دلالة للامر بالتقدم الذى اخذ مفروضا و
معهودا على نوع حكمه و أنه وجوبي أو استحبابي
.
و أما الصحيحة فأيضا لا تدل على اعتبار تأخر المأموم و جوبا ,
لانها بقرينة (( لا يقوم بينهما )) لا تكون بصدد بيان الحكم الالزامي
جزما , و إلا فأى فرق بين القيام بينهما و القيام على طرفهما ؟ و
بعبارة اخرى : أن عطف (( لا يقوم بينهما (( على (( يتقدمهما )) يدل على
أن الامر المعتبر في الجماعة في المورد لا يتحقق إلا بالتقدم ولا
يحصل بقيام الامام بينهما , و هذا إنما يتم إذا كان الامر استحبابيا
حتى يكون الذكر القيام بينهما وجها و هو توهم حصول الاستحباب بذلك , و
إلا فلا خصوصية له , مع أن تقدم الامام بمقدار سقوط جسد المأموم في حال
السجدة أمر مستحب يدل عليه ما مر في البحث عن اعتبار الخطوة و
مانعيتها , و حينئذ فالامر الوارد في الصحيحة بالجملة الخبرية ((
يتقدمهما )) لو لم نقل بانصرافه إلى ما هو المعتبر في الجماعة و هو
التقدم المستحب فلا أقل من إمكان
منع ظهوره في الامر بجنس التقدم
حتى يقال بلزوم حمله على الوجوب . و بعبارة اخرى : الامر بالتقدم
الوارد في الجماعة التي لتقدم الامام حكم خاص لا يكون ظاهرا إلا في ما
هو المعهود منه في الجماعة , فلا دلالة لشيء من ذلك في وجوب التأخر
فيكفينا أصالة البراءة عن اعتبار التأخر , بل الاطلاق المقامى يرفع
الشك بعد صدق
نام کتاب : البحث في رسالات عشر نویسنده : القدیري، محمدحسن جلد : 1 صفحه : 79