responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 365
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه معناه: لا يكن حبك كلفا و بغضك تلفا، قال: أسلم، قلت: و كيف ذاك، قال: إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي بالشي‌ء يحبه، و إذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك و يهلك. و في وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي رويناها عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر رضي الله عنه: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء و عدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يحبك ما يغلبك منه، و اعتزل عدوك و احذر صديقك من القوم إلّا الأمين، و لا أمين إلّا من خشي الله عزّ و جلّ، و لا تصحب الفاجر فتعلم فجوره، و لا تطلعه على سرك و استشر في أمرك الذين يخشون الله تبارك و تعالى. و حدثونا عن إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن أكثم قال: حدثت المأمون أمير المؤمنين فقلت له: حدثني سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن أبجر قال: لما حضرت علقمة العطاردي الوفاة دعا بابنه فقال: يا بني، إن عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته صانك، و إن قعدت بك مئونة مانك، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدّها، و إن رأى منك حسنة عدّها، و إن رأى منك سيّئة سدّها، اصحب من إذا سألته أعطاك، و إن سكت ابتدأك، و إن نزلت بك نازلة واساك، اصحب من إذا قلت صدق قولك، و إذا حاولت أمرا أمرك، و إن تنازعتما آثرك. قال ابن أكثم: فقال المأمون: و أين هذا؟. و قيل للأحنف بن قيس: أي إخوانك أحبّ إليك فقال: من يسد خللي، و يستر زللي، و يقبل عللي، و حدثونا عن الأصمعي قال: حدثنا العلاء بن جرير عن أبيه قال: قال الأحنف: من حقّ الصديق أن يحتمل له ثلاث: أن يجاوز عن ظلم الغضب و ظلم الهفوة و ظلم الدالة، و قال: الإخاء جوهرة رقيقة، فهي ما لم توق عليها و تحرسها كانت معرضة للآفات، فارض الإخاء بالذلة حتى تصل إلى فوقه، و بالكظم حتى تعتذر إلى من ظلمك، و بالرضا حتى لا تستكثر من نفسك الفضل و لا من أخيك التقصير. و يقال: من لم يظلم نفسه للناس و يتظالم لهم و يتغافل عنهم، لم يسلم عنهم. و كان أسماء بن خارجة الفزاري يقول: ما سئمت أحدا قط لأنه إنما يسأمني أحد رجلين: كريم كانت منه زلة و هفوة، فأنا أحق من غفرها و آخذ عليها بالفضل فيها، أو لئيم فلم أكن أجعل عرضي له غرضا ثم تمثل شعرا: و اغفر عوراء الكريم اصطناعه و أعرض عن ذات اللئيم تكرما و أنشدونا لمحمد بن عامر في الإخوان شعرا: فلا تعجل على أحد بظلم فإن الظلم مرتعه وخيم‌ و لا تفحش و إن ملئت غيظا على أحد فإن الفحش لوم‌

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست