responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 366
و لا تقطع أخا لك عند ذنب فإن الذنب يغفره الكريم‌ و لكن داو عورته برقع كما قد يرقع الخلق القديم‌ و لا تجزع لريب الدهر و اصبر فإن الصبر في العقبي سليم‌ و أنشدونا في معناه عن أحمد بن يحيى بن ثعلب، قال: أنشدني عبد الله بن شبيب: إخاء الناس ممتزج و أكثر فعلهم سمج‌ فإنّ بدهتك مقطعة فليس وراءهم فرج‌ فقوّمهم بوصلهم فإن لم يوصلوا اعتوجوا صروف الدهر دائبة تقطع دونها المهج‌ و روينا عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا تمار أخاك و لا تمازحه و لا تعده موعدا فتخلفه. و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، و لكن ليسعهم منكم بسط وجوه و حسن خلق. و عن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عزّ و جلّ: خذ العفو و أمر بالعرف، قال: خذ من أخلاق الناس و من أعمالهم ما ظهر من غير تحسس. و قد أنشدنا بعض الحكماء في ذلك: خذ من خليلك ما صفا و ذر الذي فيه الكدر فالعمر أقصر من معاتبة الخليل على الغير و من عرف فضل الإخوة في الله عزّ و جلّ، و علم درجة المحبة للَّه تعالى، صبر لأخيه و شكر له و حلم عنه و احتمل له، لينال ما أمله من مؤمله فيه و يبلغ ما طلبه من طالبه به، فإنّ الصبر يحتاج إليه ليتم العمل و الشكر. لا بدّ له منه لدوام النعمة، و من طلب نفيسا خاطر بنفيس و من رغب في رغبة بذل لها مرغوبا، و الله عزّ و جلّ الموفق من يحب لما يحب. و روينا في حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: المتحابون في الله عزّ و جلّ على عمود من ياقوتة حمراء، في رأس العمود سبعون ألف غرفة، مشرفون على أهل الجنة، يضي‌ء حسنهم لأهل الجنة كما تضي‌ء الشمس لأهل الدنيا، عليهم ثياب سندس خضر، مكتوب على جباههم: هؤلاء المتحابون في الله عزّ و جلّ. و روينا في حديث معاذ، و قد قال له أبو إدريس الخولاني: إني لأحبك في الله عزّ و جلّ. فقال له: أبشر ثم أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، و وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس و هم لا يفزعون، و يخاف الناس و لا يخافون، و هم‌

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست