فإنَّ
الله أرى رسوله (ص) في الرؤيا دخول المسجد الحرام، ولكن بدا الله في ذلك وَهَذا
البداء في الزمن حيث اتّفق النَّبي (ص) مَعَ قريش، أنْ يرجع في عامه الذي جاء فيه
عَلَى أنْ يعود في عام قابل، والقصة موجودة في مصادر كثيرة أوردنا منها الفكرة
المطلوبة مِنْ شاء فليراجع [2].
وفي
مناظرة للإمام الرضا (ع) مَعَ سليمان المروزي- وهي مناظرة طويلة جداً- يُسلّط
الإمام الضوء بشاهد آخر عَلَى سعة الرحمة بالبداء في الأُمّة.
قال
سليمان: هَلْ رويت فيه مِنْ شيء عَنْ آبائك؟
قال:
«نَعَمْ، رويت عَنْ أبي عَنْ أبي عبدالله (ع)، إنَّه قال: إنَّ لله عَزَّ وَجَلَّ
علمين علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلّا هُوَ مِنْ ذلك يكون البداء وعلماً علمه
ملائكته ورسوله فالعلماء مِنْ أهل بيت نبينا يعلمونه
قال صلوات
الله عليه: قول الله عَزَّ وَجَلَّ لنبيه (ص):(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ)[3]
أراد هلاكهم ثمَّ بدا لله تعالى فقال:(وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)[4]»
[5].