responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 53

وخلقه العظيم يتجلّى أكثر حينما كَانَ (ص) يمرّ بصعوبة أو ضائقة أو يُصاب بألم لحادثة مُعيّنة لا يصبّ جام غضبه عَلَى الآخرين ولا يخلط الأوراق، بلْ ولا يبدو منه أقل التأثُّر وكأنَّ شيئاً لمْ يكن- فكُلّ شي‌ء عنده بمُقْدار-، بلْ عَلَى العكس يُبدي الاستبشار برحمة الله أكثر مِنْ الحال الاعتيادي.

الحُسين أُمَّة

القُرآن يُشير لحقيقة وهي أنَّ إبراهيم (ع) كَانَ أُمَّة، ويمكن انتزاع معانٍ عديدة مِنْ هَذا المعنى (أمومة وأُممية إبراهيم (ع)) منها كونه إنسان لكلِّ الناس وأُمَّة لكلِّ الأُمم، قال تعالى:(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [1] [2].

مطمئنة بقدرك‌

إنَّ الأئمة (عليهم السلام) خير الخلق عَلَى الإطلاق بَعْدَ رسول الله (ص)، فهم بالتالي خير مِنْ كُلّ الأنبياء والمُرسلين، وهم كذلك خير مِنْ جدهم إبراهيم (ع)، فإذا كَانَ إبراهيم أُمَّة، فعليٌّ (ع) أُمَّة، وإذا كَانَت أفعال إبراهيم (ع) أُمَّة، كذلك أفعال عليٌّ (ع) أُمَّة، إذا كانت شجاعة إبراهيم (ع) أُمَّة كذلك شجاعة عليٌّ (ع)، فإنَّ شجاعته ليست كشجاعة الشُّجعان الآخرين، بلْ أنَّ شجاعته أُمَّة- شجاعة توحيدية- عندما قاتل وقتل الأبطال وناجز الشُّجعان، ولذلك هُوَ تارةً يُعبِّر أنَّه ما قلعت باب خيبر بقوة بشرية بلْ بقوة ربانية، وتارةً يتأخَّر عَنْ قتل ابن عبد ودّ لأنَّه بصق في وجهه فلم يرد أنْ يقتله غضباً لنفسه، بلْ غضباً لربه، فإنَّ يده (ع) لا تتحرك غضباً لنفسه، في تلك الظروف العصيبة، وفي ذلك‌


[1] سورة النحل: الآية 120

[2] سورة النحل: الآية 120.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست