responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 51

اللامتناهية في العديد مِنْ الآيات، قال تعالى:(وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‌ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ) [1]، فالآية القُرآنية ترسم لنا صورة أمر الله بالسجود لآدم (ع)، وسجود الملائكة وامتناع إبليس عَنْ السجود، وَمِنْ الواضح الجلي أنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يعلم بسجود الملائكة وامتناع إبليس، ولكن (لا قصاص قبل الجريمة)، فالله (لا ولَنْ) يطرد إبليس مِنْ رحمته قبل صدور العصيان، وإنْ كَانَ يعلم بصدور العصيان، وَهَذا أصل عظيم وقاعدة أساسية وَمِنْ مُحكمات المنظومة الخلقية التأديبية الإلهية في تعامل البعض مَعَ البعض الآخر.

سعة البداء في سلوك النَّبي صلّى الله عليه وآله وسلم:

وَهَذا الأصل الذي هُوَ أحد بنود المنظومة الإلهية الخُلقية التأديبية طبّقه النَّبي (ص) بشكل عجيب وغريب، وبصبر لا مُتناهي، حيث كَانَ يتعامل مَعَ مَنْ يعلم بأنَّه مُنافق أو فاسق أو في قلبه مرض، يتعامل معه بشكل اعتيادي، ويصبر عَلَى أفعاله، ويعطي الفرصة والفرصة والأمل في رحمة الله ويطمع الآخرين- حتّى الكافر والمنافق- في رحمة الله الواسعة، حتّى مَعَ علمه أنَّ هَذا مِنْ أهل النار لأنَّه يُريد أنْ يُقلّل- لا أقل- مِنْ درجته التسافلية.

والشواهد عَلَى هَذا المسلك النبوي والتربية المستمرة منه (ص) لأصحابه عَلَى معرفة البداء والتسليم المُطلق لأمر الله كثيرة منها، حادثة صلح الحديبية، قال تعالى:(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ‌


[1] سورة البقرة: الآية 34.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست