نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 84
يكون في الثاني، و اما الأول فبابه باب الشهادة، غير صحيحة فإن علماء اللغة خصوصا المتقدمين منهم قد جدوا و اجتهدوا في معرفة مداليل الألفاظ و تركيبها، و لاحظوا حتى شواذ اللغة، و أخرجوا تلك القواعد و المعاني للغتهم بسهر الليالي و تعب الأيام باعمال نظرهم و حدسهم إذ هم لم يروا الواضع و لم يسمعوا منه و إنما استنتجوا ذلك بالآثار و العلامات. على أن الاخبار عن حس لا يخرج المخبر عن كونها أهل خبرة، فان الصيدلي الذي يخبر عن الدواء يخبر عن حس مع انه من أهل الخبرة، و هكذا الرجل العارف بالطرق و المنازل أو مواقع العبادة في المساجد كمسجد الكوفة يخبر عن حس مع انه يرجع اليه باعتبار انه من أهل الخبرة.
الأدلة على عدم حجية قول اللغوي
و قد استدل من قال بعدم حجية قول اللغوي بأمور:
(الأول) انه لا يؤمن من علماء أهل اللغة تعمد الكذب لتحاسدهم
و تنافرهم من جهة قرب الأمراء، كما تشهد بذلك قصة سيبويه و الكسائي و قصة الأصمعي في معنى الخنفشار ورد صاحب القاموس على الصحاح ورد الجاسوس على القاموس، كما يحتمل في حقهم السهو و التقصير في التتبع و البناء على القياس و قد نقل عن المازني ان ما قيس على كلام العرب فهو منهم. و نقل عن بعضهم زيادة الألفاظ في اللغة. و حكي عن ابن جني ان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه فتشاغلت العرب عنه بالجهاد فلما رجعوا عنه راجعوا الشعر و قد هلك أكثر العرب و لا كتاب هناك يرجع اليه. و عن يونس و أبي عمر: ان ما انتهى إلينا ليس مما قالت العرب إلا أقله. و قيل: أجل ما صنف في اللغة كتاب العين مع ان جمهور اللغويين أكثروا من القدح فيه.
و جوابه ان هذا إنما يرفع حصول العلم بقوله لا أن يرفع حجيته الثابتة بالإجماع و برجوع الجاهل الى العالم و لأهل الخبرة. على ان النقل المذكور لا دليل
نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 84