نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 706
و تكثير المعنى؛ لأنّه إذا كانت الباء للمصاحبة كان الجار و المجرور متعلّقاً بالفعل أو الاسم المحذوف لا بمتعلّقه بخلاف الاستعانة، فإنّها تقتضي مستعيناً و مستعاناً عليه، و الأولى أقلّ لفظاً، و أهل الأَدبِ [1] يرجّحون بنقصان حرفٍ فضلًا عن الكلمة. و على هذا الأُسلوب جرى مواضع عجيبة من كلام الله تعالى يعرفها من وقف عليها. منها: أنّ في المثل الوجيز: «القتل أنفى للقتل» [2] و هو من محاسن الأمثال و وجيزها و أدلّها على المعاني، فعارضه الله تعالى بأخصر منه و أدلّ على محاسن المعاني في قوله تعالى الْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ[3]، فإنّه دلّ عليه و زيادة تحقّقه في المعاني مع نقص أربعة أحرف. و هو باب متّسع.
و ربما ترجّح الأوّل: بأنّ الخبر لم يدلّ إلا على الابتداء؛ و الاستدامةُ غَيْرُ ملحوظةٍ، فالقدر الزائد من المصاحبة غير مرجّح، لاشتراكهما في المأمور به.
و جوابه: أنّ الابتداء لا ينافي غيرَه مع حصوله خصوصاً مع حُسْنِه في نفسه و كمالِه و تَعَلّقِ الغرض به و هو مرجّح بأمرٍ خارج أو لازم.
[المبحث] الثالث: الاسم
و البحث فيه يتمّ بأُمور:
[مفهوم الاسم الاصطلاحي]
الأوّل: حلّ مفهومه الاصطلاحي؛ لأنّ التصديق بالشيء مسبوق بتصوّره المتوقّف على تعريفه بالحدّ أو الرسم. و عرّف بتعريفات، أبعدها عن الفساد
[1] قيل: «و أدب لغة أيّ أُمّةٍ هو ما أودع نثرها و شعرها من نتائج عقول أبنائها و أمثلة طبائعهم و صور أخيلتهم و مبلغ بيانهم ممّا شأنه أنْ يُهذّب النفسَ و يُثَقّفَ العقلَ و يُقَوّمَ اللسانَ».