نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 705
و حينئذٍ الأقسام [ثمانية]: أَرْجَحُها جَعْلُه اسماً متأخّراً [1] من لوازم الفعل المقصود، يدلّ عليه مع قوّة جانبه اللغوي و العقلي قولُه تعالى بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا[2] فإنّه جعل اسماً متأخّراً من متعلّق أحوال السفينة، فإنّها منحصرة في السير و الاسترسال.
[المبحث] الثاني [الباء في «بسم الله» للاستعانة أو المصاحبة]
الباء فيها يجوز كونها للاستعانة على ما هو بصدده، و حينئذٍ يتحتّم أو يترجّح جعل المقدّر المحذوف هو الفعل المطلوب و ما يلحقه؛ لأنّ الاستعانة إنّما تكون عليه و يبعد الاستعانة على فعل عند فعل آخر، فإنّ أصعب الأوجاع الحاضرة، و لما بيّنّاه من العرف و الاستعمال.
و يجوز جَعْلُها للمصاحبة على وجه التيمّن به و التبرّك بمصاحبتها لفعل المقصود، و ربّما كانت المصاحبةُ ملزومةً للإعانة.
و يمكن ترجيح الثاني بوجهين:
الأوّل: أنّه يقتضي الاستدامةَ، ففيها تعميمُ الفعل مع التسمية كما في قوله تعالى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ[3] أي تنبت ثمارها و فيها الدهن، فيقتضي تلازمهما متى وجدت، بخلاف الاستعانة؛ فإنّه يكفي فيها حصولُها عند الابتداء و إنْ جاز فيها الاستمرار بخلاف الثاني، فإنّ الاستمرارَ من لوازمه.
الثاني: أنّ فيه نوعاً من البلاغة المرجّحة له و هي «الإيجاز» بتقليل اللفظ
[1] أمّا كونه اسماً؛ فلأن يدلّ على الدوام و الثبوت، و أمّا كونه متأخّراً؛ فلأنّ التقديم يوجب فوات قصر الاستعانة أو غيرها على اسمه تعالى.