نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 27
الاستدلالَ على مُعْتَقَدِهم و ما يَدِينونَ به و يَقْتَدون بسَلَفِهِم و آبائِهم، بآياتٍ كثيرةٍ شهيرةٍ كقوله تعالى حكايةً عنهم إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلىٰ أُمَّةٍ وَ إِنّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمْ مُقْتَدُونَ[1]. و قال عنهم على جِهة الاستفهام التوبيخي أَ صَلٰاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مٰا يَعْبُدُ آبٰاؤُنٰا[2]وَ قٰالُوا رَبَّنٰا إِنّٰا أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا[3]. و قال سبحانه في طلب أخذ الدِّين بالدليل المتين قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ*[4] إلى غير ذلك من نظائر هذه الآيات. فكما يجب علينا و عليكم أنْ نأخذَ أصلَ الدين حتّى نتميّزَ عن سائرِ المِلَلِ و النحَلِ و الآراءِ الفاسدةِ بِبرهانٍ يجوز المصيرُ إليه، كذلك يجب أنْ نأخذَ ما نَحكم بوجوبِهِ و ندبِهِ و تحريمِهِ و تحليلِهِ و صحّتِهِ و فَسادِهِ بطريقٍ يُعْتَمَدُ عليهِ، و يَسوغُ لِمِثلِنا الأخذُ بهِ و العملُ عليهِ، فيكون حجّةً لنا على الله سبحانَهُ إذا وَقَفْنا بين يديه؛ لِنَسْلَمَ مِنْ وعيدِهِ تبارك و تعالى في قوله وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ[5] و [..] الْفٰاسِقُونَ[6] و [..] الظّٰالِمُونَ[7]، و من تهديدِهِ في قوله جلّ جلاله قُلْ أَ رَأَيْتُمْ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرٰاماً وَ حَلٰالًا قُلْ آللّٰهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّٰهِ تَفْتَرُونَ[8]. إذ مقتضى هذه القسمةِ أنّ مَن لم يعلم الإذنَ فهو مُفْتَرٍ [9]، فيجب عليكم إقامةُ الحجّة على الله سبحانه و بيانُ العذر لَدَيه. و توضيحُ الإذنِ الذي به صِرْتُم إلى العمل