responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 73

فالموضوع في جميع هذه المباحث وإن كان واحداً وهو «الإنسان» لكنّها علوم ثلاثة متمايزة بتمايز طرق البحث.

وأيضاً: البحث عن معرفة اللَّه تعالى‌ قد يكون بحثاً فلسفيّاً مبتنياً على البراهين العقليّة، وقد يكون عرفانيّاً مبتنياً على الكشف والشهود.

فهما علمان، وتمايزهما بتمايز اسلوب البحث، وإن كان موضوعهما واحداً، وهو اللَّه تعالى‌.

فحاصل هذا القول أنّ تمايز العلوم إنّما هو بتمايز طرق البحث وأساليبه.

وفيه أوّلًا: أنّهم إن أرادوا إعطاء ضابطة كلّيّة في جميع العلوم‌ [1] كما أنّه محلّ الكلام في المقام فهو يستلزم أن يكون البحث العقلي مثلًا عن معرفة الإنسان الذي يعبّر عنه بعلم النفس، وعن معرفة اللَّه تعالى‌ علماً واحداً، لكون البحث في كليهما بطريقة إقامة البرهان العقلي الفلسفي، فيتّحد الاسلوب، مع أنّه لا يمكن الالتزام بهذا اللازم، لأنّ كونهما علمين متغايرين أمر بديهي.

وإن‌أرادوا إعطاء الضابطة في خصوص العلوم المشابهة فقط فهو أخصّ من المدّعى، لما عرفت من أنّ محلّ الكلام جميع العلوم لا خصوص المشابهة منها.

وثانياً: أنّ استنتاج كون التمايز بتمايز أساليب البحث يتوقّف على نفي جميع الاحتمالات المقابلة له، مع أنّ ما ذكره المستدلّ وإن كان ينفي- على الفرض- كون التمايز بالموضوعات، حيث إنّا نجد أنّ لنا علوماً متعدّدة ذات موضوع واحد، كالبحث عن معرفة اللَّه باسلوب عقلي فلسفي، وباسلوب آخر عرفاني،


[1] سواء كانت مشابهة كعلمي معرفة اللَّه بالبراهين العقليّة، وبالكشف والشهود، أم غير مشابهة، كعلمي‌النحو والفلسفة، وعلمي معرفة الإنسان ومعرفة اللَّه، فإنّه لا مشابهة بينهما، فإنّ موضوع الأوّل هو الإنسان الممكن الفاني الذي جميع فضائله عرضيّة، وموضوع الثاني واجب الوجود بالذات الباقي الذي كلّ كمالاته ذاتيّة. منه مدّ ظلّه.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست