responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 117

فكيف يمكن إحاطة البشر الذي هو محدود وقدرته متناهية بهما حتّى يتحقّق بيده الوضع؟!

مع أنّه لو سلّم إمكان ذلك يبعّده أمران:

أ- أنّ تبليغ الوضع إلى‌ عامّة البشر إمّا أن يكون دفعةً أو تدريجاً، والأوّل محال عادةً، لبُعد بعض الأمكنة عن بعض، والثاني وإن كان ممكناً إلّاأنّه لا ينفع، لأنّ الحاجة إلى‌ تأدية المقاصد بالألفاظ تكون ضروريّة للبشر على وجه يتوقّف عليها حفظ نظامهم، فيسأل عن كيفيّة تأدية مقاصدهم قبل وصول الوضع إليهم.

ب- أنّ الواضع لو كان هو البشر مثل يعرب بن قحطان، كما قيل، فنفس هذا الواضع كيف يُعلِم الناس حين الوضع أنّ اللفظ الفلاني وضعه للمعنى الفلاني، مع أنّه لم يمكن التفهيم والتفهّم بعدُ؟

توضيح ذلك: أنّه يحتاج حين الوضع إلى‌ أن يقول: «أيّها الناس وضعت لفظ كذا بإزاء معنى كذا» مع أنّهم لا يفهمون معاني هذه الألفاظ بعدُ، ولو أغمضنا عن هذا وقلنا بإمكان قيام الإيماء والإشارة مقام هذه الألفاظ بأن يشير إلى‌ ولده مثلًا ويقول: «زيد» من دون أن يحتاج إلى‌ لفظي «أيّها الناس» و «وضعت» فهو وإن أمكن بالنسبة إلى‌ المعاني الجزئيّة، إلّاأنّه لا يمكن في المفاهيم الكلّيّة، كالماء والنار والحجر والشجر، فإنّ الواضع لو أحضر كأساً وأشار إلى‌ المائع الذي فيها وقال: «الماء» لما أفهم المقصود، لأنّه لا يريد وضع هذه اللفظة له، بل للماء الكلّي الذي ما في الكأس أحد مصاديقه فقط.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست