التسبيح
من واجبات الركوع أيضا، و يقع في هذا المقام جهات من الكلام:
الجهة
الأولى:
في
أنّه هل يكون التسبيح في الركوع واجبا أو مستحبا؟ لا خلاف و لا إشكال عند الإمامية
في وجوب التسبيح [2]،
لاستمرار عمل النبي صلّى اللّه عليه و آله على ذلك، مضافا إلى دلالة الأخبار
المرويّة عن أهل البيت عليهم السّلام عليه أيضا
[3].
و
المحكيّ في الخلاف عن عامّة الفقهاء هو القول بعدم الوجوب [4]، و مستندهم في ذلك هي الرواية
المتقدمة المتضمّنة لقصّة الأعرابي [5]، فإنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله لم يأمره بذلك لا في الركوع و لا
في السجود، مع كونه في مقام بيان تعليم الصلاة، و استمرار عمله صلّى اللّه عليه و
آله على ذلك لا ينافي الاستحباب، لأنّ العمل أعمّ من الوجوب.
و
لكنّه لا يخفى أنّ عدم أمره صلّى اللّه عليه و آله بالتسبيح في الركوع و السجود،
لعلّه كان لعلمه بأنّ الأعرابي كان عالما بهذه الجهة، و رفع اليد عمّا استمرّ عليه
عمل النبي صلّى اللّه عليه و آله