نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين جلد : 2 صفحه : 207
العراقيين،
و ذكر ابن المنذر عن عطاء و طاوس و مجاهد و سعيد بن جبير، إنّهم كانوا يجهرون ببسم
اللّه الرحمن الرحيم، و روي مثل ذلك عن ابن عمر أنّه كان لا يدع الجهر ببسم اللّه
الرحمن الرحيم في أمّ القرآن، و السورة التي بعدها.
و
ذهب أبو حنيفة و سفيان الثوري و الأوزاعي و أبو عبيدة و أحمد إلى أنّه يسرّ بها، و
قال مالك: المستحبّ أن لا يقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم، و يفتتح القراءة بالحمد
للّه ربّ العالمين [1].
ثمَّ قال: دليلنا إجماع الفرقة، فإنّهم لا يختلفون في ذلك. ثمَّ نقل رواية صفوان.
أقول:
هذه العبارة كما ترى صريحة في وقوع الاختلاف في الجهر بالبسملة في الصلوات الجهرية
أيضا، و أنّ القائل بالوجوب من العامة هو الشافعي فقط، نعم كان عمل بعضهم أيضا على
الجهر، كما حكاه ابن المنذر، و روي عن ابن عمر، و أمّا أبو حنيفة و سفيان و
الأوزاعي و أبو عبيدة فكلّهم قائلون بالاسرار بها في جميع الصلوات، و قال مالك
باستحباب تركها رأسا، و مع ثبوت هذا الاختلاف خصوصا مع ذهاب جلّهم إلى الإسرار في
الصلوات الجهرية أيضا، لا يبقى مجال للاطمئنان بإطلاق مثل الرواية، لو لم نقل بأنّ
ذلك يوجب الانصراف إلى خصوص الصلوات الجهرية، إذ هي التي كان الجهر بالبسملة فيها
واجبا عند الأئمة عليهم السّلام، و كانوا بصدد بيانها نوعا، في قبال العامة الذين
ذهب أكثرهم إلى نفي الوجوب، بل إلى وجوب الاسرار.
و
منها: رواية رجاء بن أبي الضحاك عن الرضا عليه السّلام أنّه كان يجهر ببسم اللّه
الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل و النهار
[2]. و هذه الرواية و إن كانت صريحة في الجهر بالبسملة في الصلوات
الإخفاتية أيضا، إلّا أنّه حيث كانت حكاية لفعل