و
أمّا الفقهاء، فالمحكيّ عن المشهور [1] أنّ الغناء عبارة عن مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب.
و
الطرب خفّة تصيب الإنسان لشدّة حزن أو سرور، كما عن الصحاح [2]، أو خفّة من سرور أو همّ، كما عن أساس
الزمخشري [3].
ثمّ
إنّ الظاهر أنّ حسن الصوت مأخوذ في الغناء، و يظهر ذلك من المتن، حيث نفى كونه
مجرّد التحسين و إن لم يؤخذ فيه في التعريف، فما يظهر من الشيخ الأعظم [4] من دخول قبيح الصوت في الغناء، كأنّه
في غير محلّه.
نعم،
الظاهر أنّ المراد شأنيّة الإطراب و إيجاد الطرب، فلو لم يحصل الطرب بالفعل لكثرة
الاعتياد بالغناء و سماعه لا يكون قادحا في الصدق، بل سبيله سبيل حرمة الخمر
للإسكار؛ فإنّ الحرمة ثابتة و لو بالنسبة إلى من يتحقّق له الإسكار لكثرة الشرب و
تعدّده.
و
عليه: فقوله في المتن: «تناسب مجالس اللهو، و محافل الطرب» كأنّه للإشارة إلى هذا
الأمر؛ و هو عدم مدخليّة الإطراب الفعلي، فلا يكون أمرا زائدا على أصل التعريف، و
لا حاجة إلى إضافة «أو ما يسمّى في العرف غناء» كما في بعض الكتب [5]، كما أنّه لا وجه لدعوى كون الطرب
المأخوذ في التعريف غير الطرب
[1] مجمع الفائدة و البرهان 8: 57، مفاتيح
الشرائع 2: 20، رياض المسائل 8: 62، مستند الشيعة 14: 125، جواهر الكلام 22: 45،
المكاسب (تراث الشيخ الأعظم) 1: 291.