يلي أمره و يقوم بكفايته، و وليّ المرأة: الذي يلي عقد النكاح عليها و لا يدعها تستبدّ بعقد النكاح دونه‌ [1]، .. أنّ المولى من الدين هو الوليّ، و ذلك قوله تعالى: (ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى‌ لَهُمْ) [2] أي لا وليّ لهم، و منه الحديث: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» أي مَنْ كنت وليّه‌ [3].

و قال ابن الأثير: و كأنّ الولاية تُشعر بالتدبير و القدرة و الفعل، و ما لم يجتمع ذلك لم يُطلق عليه اسم الوالي‌ [4].

فتحصّل من جميع ذلك أنّ معنى الولاية: التصدّي لشئون الغير و تدبير أمره و التصرّف في نفسه أو ماله أو فيهما معاً.

الولاية اصطلاحاً:

قد عرّفوا الولاية بتعاريف مختلفة، قال بعضهم: «الولاية تنفيذ القول على الغير شاء أو أبى‌، و المراد بتنفيذ القول ما يكون في النفس أو في المال أو فيهما معاً» [5] و قيل: «الولاية هي قدرة الشخص شرعاً على‌ إنشاء التصرّف الصحيح النافذ على‌

[1] لسان العرب 6: 490 دار صادر؛ تاج العروس 20: 315، و فيه «و يقوم بكفالته».

[2] سورة محمّد (47): 11.

[3] تاج العروس 20: 311.

[4] النهاية 5: 226 مادّة «ولي»؛ تاج العروس 20: 315، و اعلم أنّه قد ذكر في اللغة للوليّ معانٍ كثيرة خارجة عن موضوع كلامنا هذا، مثل المحبّ، الصديق، النصير، المطيع، التابع، ابن العم، الجار، المعتق، و ...

و كان للمولى‌ مواضع في كلام العرب، المالك، العبد، الصاحب، القريب، و الحليف، و الناصر، و الرَّب جلّ و علا، و السيّد، و العقيد، و ... تاج العروس 20: 315 سعدي أبو حبيب؛ القاموس الفقهي: 389.

و قال المفيد قدس سره: المولى‌ ينقسم في اللغة على‌ عشرة أوجه: أولى‌ بكم، مالك الرقّ، المعتق، و الحليف، الإمام و السيّد و ...

انظر سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد، رسالة في أقسام المولى: 27- 28.

[5] حاشية ردّ المحتار 3: 55.