لم يزل أصحاب الحديث يستدلّون على التجسيم بالحديث المروي عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إنّ اللّه خلق آدم على صورته».
فالضمير حسب زعمهم يرجع إلى اللّه، فتكون النتيجة أنّ للّه سبحانه صورة كصورة الإنسان وقد خلق آدم على غرار صورته.
فلمّا سُئل الإمام الرضا عليه السَّلام عن هذا الحديث قال:
«قاتلهم اللّه لقد حذفوا أوّل الحديث، إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: «قبّح اللّه وجهك ووجه من يُشبهك». فقال له(صلى الله عليه وآله وسلم) : «يا عبد اللّه لا تقل هذا لأخيك! فإنّ اللّه عز ّو جلّ خلق آدم على صورته».[1]
العاشرة: مكافحة الغلو
كانت ظاهرة الغلو فاشية في عصر الإمام الصادق(عليه السلام)وبعده إلى أن بلغت أوجها في عصر الإمام العسكري عليه السَّلام.
وإليك مناظرة دارت بين الإمام الرضاعليه السَّلام وأحد السائلين، قال السائل: بأبي أنت وأُمّي يابن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) ! فإنّ معي من ينتحل موالاتكم ويزعم أنّ هذه كلّها من صفات علي عليه السَّلام، وأنّه هو اللّه ربّ العالمين.
قال: فلمّا سمعها الرّضاعليه السَّلام، ارتعدت فرائصه وتصبب عرقاً وقال: «سبحان اللّه عمّا يقول الظالمون والكافرون علوّاً كبيراً! أو ليس عليّ كان آكلاً في الآكلين، وشارباً في الشّاربين، وناكحاً في الناكحين، ومحدثاً في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصلّياً خاضعاً، بين يدي اللّه ذليلاً، وإليه أوّاهاً منيباً، أفمن هذه صفته يكون