قال(عليه السلام): «يجب على قياسك أن يجب الغُسْل من البول دون المني، وقد أوجب اللّه تعالى الغُسل من المني دون البول».[1]
الثامنة: إبطال الرؤية يوم القيامة
إنّ أبا قرّة كان أحد المحدّثين الكبار في عصر الإمام أبي الحسن الرضاعليه السَّلام فدخل عليه ودار بينهما كلام طويل، نورد منه ما يلي:
قال أبو قرّة: فإنا رُوِينا انّ اللّه قسّم الرؤية والكلام بين نبيّين، فقسّم لموسى(عليه السلام) الكلام ولمحمد(صلى الله عليه وآله وسلم)الرؤية.
فقال أبو لحسن(عليه السلام): «فمن المبلّغ عن اللّه إلى الثقلين الجن والإنس أنّه لا تدركه الأبصار ولا يحيطون به علماً وليس كمثله شيء، أليس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!» قال: بلى.
قال أبو الحسن(عليه السلام): «فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلى اللّه بأمر اللّه، ويقول: إنّه لا تدركه الأبصار، ولا يحيطون به علماً وليس كمثله شيء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني وأحطتُ به علماً وهو على صورة البشر، أما تستحيون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا: أن يكون أتى عن اللّه بأمر ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر».[2]