responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 211

و قبل أن نذكر ـ بإيجاز ـ ما قاموا به في مجال صيانة العقيدة الإسلامية في أدوار مختلفة ، نودّ أن نذكر مقدّمة لها صلة بالموضوع وهي:

إنّ الدين السائد في الجزيرة العربية ـ وخاصّة منطقة أُمّ القرى ـ قبل بزوغ شمس الإسلام كان هو الشرك باللّه في التدبير والعبادة، وهذا أمر واضح لا يرتاب فيه ذو مسكة، وكان العرب في تلك المناطق يعيشون في خِضَمِّ الخرافات، ويستسلمون في مجال العقيدة إلى الأساطير والقصص الخرافية إلى حدّ لا يمكن أن نذكر معشار ما دوّنه المؤرّخون في ذلك المجال، لكنّا نشير إلى بعض أفكارهم التي بقيت رواسبها في أذهان بعض المسلمين حتّى بعد بزوغ الإسلام:

1. كانوا يدينون اللّه تبارك وتعالى بالجبر وسلب الاختيار عن الإنسان، وكانوا يبرّرون شركهم وعبادتهم للأصنام بمشيئة اللّه تبارك وتعالى قائلين: (لَوْ شاءَ اللّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْء)[1] ونظيره قوله: (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْء)[2] إلى غير ذلك من الآيات المعربة عن عقيدتهم الراسخة في الجبر وأنّ كلّ المعاصي والمحرّمات بمشيئة من اللّه سبحانه على نحو تسلب الاختيار عن الإنسان، وبالتالي فاللّه هو المسؤول عن أعمالنا لا نحن أنفسنا، وقد بقيت رواسب هذه العقيدة في أذهان بعض الصحابة ويشهد له ما رواه الواقدي في مغازيه عن أُمّ الحارث الأنصارية وهي تحدّث عن فرار المسلمين يوم حنين. قالت: مرّ بي عمر بن الخطاب منهزماً فقلت: ما هذا؟! فقال عمر: أمر اللّه.[3]

وهذا هو السيوطي ينقل عن عبد اللّه بن عمر أنّه جاء رجل إلى أبي بكر فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال: نعم، قال: فإنّ اللّه قدّره عليّ ثمّ يعذّبني؟ قال: نعم


[1]الأنعام:148.
[2]النحل:35.
[3]مغازي الواقدي:3/904.
نام کتاب : معجم طبقات المتكلمين نویسنده : اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(ع)    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست