responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاظرات في الالهيات نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 60

توضيح ذلك: أنّ كلّ فرد من النظام الكوني بحكم كونه فقيراً ممكناً فاقد للوجود الذاتي، لكن فقره ليس منحصراً في بدء خلقته وإنّما يستمرّ هذا الفقر معه في جميع الاَزمنة والاَمكنة وعلى هذا، فتدبير الكون لا ينفكّ عن خلقته وإيجاده بل الخلق تدبير باعتبار، والتدبير خلق باعتبار آخر.

فتدبير الوردة مثلاً ليس إلاّ تكوّنها من المواد السُّكرية في الاَرض ثمّ توليدها الاوكسجين في الهواء إلى غير ذلك من عشرات الاَعمال الفيزيائية والكيميائية في ذاتها وليست كلّمنها إلاّ شعبة من الخلق، ومثلها الجنين مذ تكوّنه في رحم الاَُمّ، فلا يزال يخضع لعمليّات التفاعل والنمو حتى يخرج من بطنها، وليست هذه التفاعلات إلاّ شعبة من عمليّة الخلق وفرع منه.

ولاَجل وجود الصلة الشديدة بين التدبير والخلق نرى أنّه سبحانه بعدما يذكر مسألة خلق السماوات والاَرض يطرح مسألة تسخير الشمس والقمر الذي هو نوع من التدبير، قال تعالى:

(اللّهُ الّذِي رَفَعَ السَّمواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَر كُلٌّ يَجْرِي لاََِجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الاََمْرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِرَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) . [1]

ومن هذا الطريق يوقفنا القرآن الكريم على حقيقة التدبير الذي هو نوع من الخلق وقد عرفت أنّ لا خالق إلاّ اللّه تعالى.

2. إنسجام النظام واتصال التدبير

إنّ مطالعة كلّ صفحة من الكتاب التكويني العظيم يقودنا إلى وجود نظام


[1]الرعد: 2.

نام کتاب : محاظرات في الالهيات نویسنده : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست