وأمّا مسألة التوحيد في التدبير فلم تكن أمراً مسلّماً عندهم، بل
الشرك في التدبير كان شائعاً بين الوثنيين، كما انّ عبدة الكواكب والنجوم
في عصر بطل التوحيد «إبراهيم» كانوا من المشركين في أمر التدبير، حيث
كانوا يعتقدون بأنّ الاَجرام العلوية هي المتصرّفة في النظام السفلي من
العالم وانّ أمر تدبير الكون ومنه الاِنسان، فوّض إليها فهي أرباب لهذا
العالم ومدبّرات له لا خالقات له، ولاَجل ذلك نجد انّ إبراهيم يردّ عليهم
بإبطال ربوبيتها عن طريق الاِشارة إلى أُفولها وغروبها، يقول سبحانه حاكياً
عنه: