نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 157
من الوجوه.-و لما تلا رسول اللّٰه-ص!-هذه السورة، بكى أبو بكر الصديق-رضى اللّٰه عنه!-وحده،دون من كان في ذلك المجلس،و علم أن اللّٰه تعالى قد نعى إلى رسول اللّٰه-ص!- نفسه،و هو كان أعلم الناس به.و أخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه، و لا يعرفون سبب ذلك.
(الظهور أو التصرف في الكون)
(128)و الأولياء الأكابر إذا تركوا و أنفسهم،لم يختر أحد منهم الظهور أصلا.لأنهم علموا أن اللّٰه ما خلقهم لهم،و لا لأحد من خلقه بالتعلق،من القصد الأول:و إنما خلقهم له-سبحانه!-.(فشغلوا أنفسهم بما خلقوا له.
فان أظهرهم الحق تعالى،عن غير اختيار منهم،بما يجعل في قلوب الخلق منهم،فذلك إليه-سبحانه!-.ما لهم فيه تعمل.و إن سترهم،فلم يجعل لهم في قلوب الناس قدرا يعظمونهم من أجله،فذلك إليه-تعالى!-.
فهم لا اختيار لهم مع اختيار الحق.فان خيرهم و لا بد، فيختارون الستر عن الخلق،و الانقطاع إلى اللّٰه.-و لما كان حالهم ستر مرتبتهم عن نفوسهم-فكيف عن غيرهم-تعين علينا أن نبين منازل صونهم.
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين جلد : 3 صفحه : 157