responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 80

و هذه الآفة تتطرق إلى المدح بالأوصاف المطلقة،التي تعرف بالأدلة،كقوله إنه متق و ورع،و زاهد،و خير،و ما يجرى مجراه.فأما إذا قال رأيته يصلى بالليل،و يتصدق، و يحج،فهذه أمور مستيقنة.و من ذلك قوله إنه عدل،رضا،فإن ذلك خفي،فلا ينبغي أن يجزم القول فيه.إلا بعد خبرة باطنة.سمع عمر رضى اللّه عنه رجلا يثنى على رجل،فقال أ سافرت معه؟قال لا.قال.أ خالطته في المبايعة و المعاملة؟قال لا.قال:فأنت جاره صباحه و مساءه؟قال لا.فقال:و اللّه الذي لا إله إلا هو لا أراك تعرفه

الرابعة:أنه قد يفرح الممدوح و هو ظالم أو فاسق

،و ذلك غير جائز.قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ اللّه تعالى يغضب إذا مدح الفاسق »و قال الحسن.من دعا لظالم بطول البقاء فقد أحب أن يعصى اللّه تعالى في أرضه.و الظالم الفاسق ينبغي أن يذم ليغتم،و لا يمدح ليفرح.

و أما الممدوح فيضره من وجهين:

أحدهما.أنه يحدث فيه كبرا و إعجابا

،و هما مهلكان.قال الحسن رضي اللّه عنه.كان عمر رضي اللّه عنه جالسا و معه الدّرة،و الناس حوله،إذ أقبل الجارود بن المنذر،فقال رجل هذا سيد ربيعة.فسمعها عمر و من حوله،و سمعها الجارود.فلما دنا منه،خفقه بالدّرة.

فقال ما لي و لك يا أمير المؤمنين؟قال ما لي و لك أما لقد سمعتها؟قال سمعتها فمه.قال خشيت أن يخالط قلبك منها شيء،فأحببت أن أطأطئ منك .

الثاني:هو أنه إذا أثنى عليه بالخير فرح به و فتر

،و رضي عن نفسه.و من أعجب بنفسه قل تشمره.و إنما يتشمر للعمل من يرى نفسه مقصرا.فأما إذا انطلقت الألسن بالثناء عليه،ظن أنه قد أدرك.و لهذا قال عليه السلام«قطعت عنق صاحبك لو سمعها ما أفلح» و قال صلى اللّه عليه و سلم[2]«إذا مدحت أخاك في وجهه فكأنّما أمررت على حلقه موسى و ميضا»و قال أيضا لمن مدح رجلا[3]«عقرت الرّجل عقرك اللّه »

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست