responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 81

و قال مطرف،ما سمعت قط ثناء و لا مدحة إلا تصاغرت إلىّ نفسي.و قال زياد بن أبي مسلم، ليس أحد يسمع ثناء عليه أو مدحة،إلا تراءى له الشيطان.و لكن المؤمن يراجع.

فقال ابن المبارك،لقد صدق كلاهما.أما ما ذكره زياد،فذلك قلب العوام.و أما ما ذكره مطرف، فذلك قلب الخواص.و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«لو مشى رجل إلى رجل بسكّين مرهف كان خيرا له من أن يثنى عليه في وجهه »و قال عمر رضى اللّه عنه:المدح هو الذبح.و ذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل.و المدح يوجب الفتور.أو لأن المدح يورث العجب و الكبر،و هما مهلكان كالذبح،فلذلك شبهه به

فإن سلم المدح من هذه الآفات في حق المادح و الممدوح

،لم يكن به بأس.بل ربما كان مندوبا إليه و لذلك أثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الصحابة فقال[2]«لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان العالم لرجح »و قال في عمر[3]«لو لم أبعث لبعثت يا عمر» و أي ثناء يزيد على هذا؟و لكنه صلى اللّه عليه و سلم قال عن صدق و بصيرة و كانوا رضى اللّه عنهم أجل رتبة من أين يورثهم ذلك كبرا و عجبا و فتورا.بل مدح الرجل نفسه قبيح لما فيه من الكبر و التفاخر .إذ قال صلى اللّه عليه و سلم[4]«أنا سيّد ولد آدم و لا فخر » أي لست أقول هذا تفاخرا،كما يقصده الناس بالثناء على أنفسهم.و ذلك لأن افتخاره صلى اللّه عليه و سلم كان باللّه،و بالقرب من اللّه،لا بولد آدم و تقدمه عليهم.كما أن المقبول عند الملك قبولا عظيما إنما يفتخر بقبوله إياه،و به يفرح.لا بتقدمه على بعض رعاياه و بتفصيل هذه الآفات تقدر على الجمع بين ذم المدح و بين الحث عليه.قال صلى اللّه عليه و سلم[5]«وجبت»لما أثنوا على بعض الموتى.و قال مجاهد إن لبني آدم جلساء

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست