responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 63

نفسك و دينك بدين غيرك أو بدنياه،و أنت مع ذلك لا تأمن عقوبة الدنيا،و هو أن يهتك اللّه سترك،كما هتكت بالتعجب ستر أخيك.

فإذا علاج جميع ذلك المعرفة فقط،و التحقق بهذه الأمور التي هي من أبواب الإيمان.

فمن قوى إيمانه بجميع ذلك ،انكف لسانه عن الغيبة لا محالة

بيان
تحريم الغيبة بالقلب

اعلم أن سوء الظن حرام

،مثل سوء القول.فكما يحرم عليك أن تحدث غيرك بلسانك بمساوي الغير،فليس لك أن تحدث نفسك و تسيء الظن بأخيك.و لست أعنى به إلا عقد القلب و حكمه على غيره بالسوء.فأما الخواطر و حديث النفس،فهو معفو عنه.بل الشك أيضا معفو عنه.و لكن المنهي عنه أن يظن و الظن عبارة عما تركن إليه النفس،و يميل إليه القلب.فقد قال اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [1].و سبب تحريمه أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا علام الغيوب،فليس لك أن تعتقد في غيرك سوأ إلا إذا انكشف لك،بعيان لا يقبل التأويل،فعند ذلك لا يمكنك إلا أن تعتقد ما علمته و شاهدته.و ما لم تشاهده بعينك،و لم تسمعه بأذنك،ثم وقع في قلبك،فإنما الشيطان يلقيه إليك،فينبغي أن تكذبه،فإنه أفسق الفساق.و قد قال اللّه تعالى. يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ [2]فلا يجوز تصديق إبليس:و إن كان ثم مخيلة تدل على فساد،و احتمل خلافه،لم يجز أن تصدق به،لأن الفاسق يتصور أن يصدق في خبره،و لكن لا يجوز لك أن تصدق به.

حتى أن من استنكه فوجد منه رائحة الخمر،لا يجوز أن يحد،إذ يقال يمكن أن يكون قد تمضمض بالخمر و مجها،و ما شربها،أو حمل عليه قهرا.فكل ذلك لا محالة دلالة محتملة


[1] الحجرات:12

[2] الحجرات:6

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست