responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 51

فمر بهما رجل كان مخنثا فترك ذلك.فقالا لقد بقي فيه منه شيء و أقيمت الصلاة،فدخلا،فصليا مع الناس،فحاك في أنفسهما ما قالا فأتيا عطاء فسألاه،فأمرهما أن يعيد الوضوء و الصلاة و أمرهما أن يقضيا الصيام إن كانا صائمين.و عن مجاهد،أنه قال في وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [1]الهمزة الطعان في الناس،و اللمزة الذي يأكل لحوم الناس.و قال قتادة،ذكر لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث.ثلث من الغيبة،و ثلث من النميمة ،و ثلث من البول.و قال الحسن، و اللّه للغيبة أسرع في دين الرجل المؤمن من الأكلة في الجسد.و قال بعضهم،أدركنا السلف و هم لا يرون العبادة في الصوم و لا في الصلاة،و لكن في الكف عن أعراض الناس.و قال ابن عباس،إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك،فاذكر عيوبك .و قال أبو هريرة،يبصر أحدكم القذى في عين أخيه،و لا يبصر الجذع في عين نفسه.و كان الحسن يقول،ابن آدم،إنك لن تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، و حتى تبدأ بصلاح ذلك العيب،فتصلحه من نفسك،فإذا فعلت ذلك،كان شغلك في خاصة نفسك،و أحب العباد إلى اللّه من كان هكذا .و قال مالك بن دينار،مر عيسى عليه السلام،و معه الحواريون،بجيفة كلب.فقال الحواريون،ما أنتن ريح هذا الكلب! فقال عليه الصلاة و السلام،ما أشد بياض أسنانه.كأنه صلى اللّه عليه و سلم نهاهم عن غيبة الكلب و نبههم على أنه لا يذكر من شيء من خلق اللّه إلا أحسنه .و سمع على بن الحسين رضى اللّه عنهما رجلا يغتاب آخر،فقال له إياك و الغيبة،فإنها إدام كلاب الناس و قال عمر رضى اللّه عنه:

عليكم بذكر اللّه تعالى فإنه شفاء،و إياكم و ذكر الناس فإنه داء نسأل اللّه حسن التوفيق لطاعته

بيان
معنى الغيبة و حدودها

اعلم أن حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه

،سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه، أو في خلقه أو في فعله،أو في قوله،أو في دينه،أو في دنياه،حتى في ثوبه،و داره،و دابته أما البدن،فكذكرك العمش،و الحول،و القرع،و القصر،و الطول،و السواد،


[1] الهمزة:1

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست