responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 45

و إنما أرادوا بذلك إذا اضطر الإنسان إلى الكذب.فأما إذا لم تكن حاجة و ضرورة، فلا يجوز التعريض و لا التصريح جميعا،و لكن التعريض أهون و مثال التعريض ما روى أن مطرفا دخل على زياد،فاستبطأه.فتعلل بمرض و قال:

ما رفعت جنبي مذ فارقت الأمير إلا ما رفعنى اللّه.و قال إبراهيم،إذا بلغ الرجل عنك شيء فكرهت أن تكذب،فقل إن اللّه تعالى ليعلم ما قلت من ذلك من شيء.فيكون قوله ما حرف نفى عند المستمع،و عنده للإبهام و كان معاذ بن جبل عاملا لعمر رضي اللّه عنه.فلما رجع،قالت له امرأته،ما جئت به مما يأتي به العمال إلى أهلهم؟و ما كان قد أتاها بشيء،فقال:كان عندي ضاغط.قالت:

كنت أمينا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عند أبي بكر رضى اللّه عنه،فبعث عمر معك ضاغطا!و قامت بذلك بين نسائها،و اشتكت عمر.فلما بلغه ذلك،دعا معاذا و قال بعثت معك ضاغطا؟قال لم أجد ما أعتذر به إليها إلا ذلك.فضحك عمر رضى اللّه عنه، و أعطاه شيئا،فقال أرضها به.و معنى قوله ضاغطا يعنى رقيبا،و أراد به اللّه تعالى و كان النخعي لا يقول لابنته أشترى لك سكرا،بل يقول أ رأيت لو اشتريت لك سكرا؟فإنه ربما لا يتفق له ذلك.و كان إبراهيم إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه و هو في الدار،قال للجارية،قولى له أطلبه في المسجد ،و لا تقولي ليس هاهنا،كيلا يكون كذبا.و كان الشعبي إذا طلب في المنزل و هو يكرهه،خط دائرة،و قال للجارية ضعى الإصبع فيها و قولي ليس هاهنا و هذا كله في موضع الحاجة.فأما في غير موضع الحاجة فلا،لان هذا تفهيم للكذب و إن لم يكن اللفظ كذبا،فهو مكروه على الجملة.كما روى عبد اللّه بن عتبة قال،دخلت مع أبي على عمر بن عبد العزيز رحمة اللّه عليه،فخرجت و علىّ ثوب،فجعل الناس يقولون هذا كساكه أمير المؤمنين؟فكنت أقول جزى اللّه أمير المؤمنين خيرا.فقال لي أبي يا بني اتق الكذب و ما أشبهه .فنهاه عن ذلك،لأن فيه تقرير الهم على ظن كاذب،لأجل غرض المفاخرة،و هذا غرض باطل لا فائدة فيه.نعم:المعاريض تباح لغرض خفيف،كتطييب

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست