responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 25

فسلّم،فجعل كلما دنا من النبي صلى اللّه عليه و سلم ليسأله،يفر به،فجعل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يضحكون منه.ففعل ذلك مرارا ثم وقصه فقتله.فقيل يا رسول اللّه،إن الأعرابي قد صرعه قلوصه،و قد هلك.فقال«نعم و أفواهكم ملأى من دمه»

و أما أداء المزاح إلى سقوط الوقار

،فقد قال عمر رضى اللّه عنه،من مزح استخف به و قال محمد بن المنكدر،قالت لي أمي،يا بني لا تمازح الصبيان فتهون عندهم.و قال سعيد ابن العاص لابنه،يا بنيّ لا تمازح الشريف فيحقد عليك،و لا الدنيء فيجترئ عليك.و قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى،اتقوا اللّه و إياكم و المزاح،فإنه يورث الضغينة،و يجر إلى القبيح.تحدثوا بالقرءان،و تجالسوا به،فإن ثقل عليكم فحديث حسن من حديث الرجال .و قال عمر رضى اللّه عنه.أ تدرون لم سمي المزاح مزاحا؟قالوا لا.قال لأنه أزاح صاحبه عن الحق.و قيل لكل شيء بذور،و بذور العداوة المزاح.و يقال المزاح مسلبة للنهى،مقطعة للأصدقاء.

فإن قلت.قد نقل المزاح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

و أصحابه فكيف ينهى عنه فأقول .إن قدرت على ما قدر عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه،و هو أن تمزح و لا تقول إلا حقا،و لا تؤذى قلبا،و لا تفرط فيه،و تقتصر عليه أحيانا على الندور فلا حرج عليك فيه.و لكن من الغلط العظيم،أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة يواظب عليه،و يفرط فيه،ثم يتمسك بفعل الرسول صلى اللّه عليه و سلم.و هو كمن يدور نهاره مع الزنوج،ينظر إليهم و إلى رقصهم،و يتمسك بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أذن [1]لعائشة في النظر إلى رقص الزنوج في يوم عيد.و هو خطأ.إذ من الصغائر ما يصير كبيرة بالإصرار،و من المباحات ما يصير صغيرة بالإصرار.فلا ينبغي أن يغفل عن هذا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست